وصل سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويغو، الأربعاء، إلى بيونغ يانغ في زيارة أمنية مهمة تُبرز ارتفاع مستوى التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، ووفقًا لما نقلته وكالتا الأنباء الروسيتان “تاس” و”ريا نوفوستي”، من المقرر أن يلتقي شويغو مع زعيم كوريا الشمالية، في خطوة تعكس تنامي التحالف بين البلدين في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع الغرب.

مقال مقترح: 50 مصابًا في حادث دهس لمشجعي ليفربول بينهم 27 تم نقلهم إلى المستشفيات
معاهدة الشراكة الاستراتيجية
وذكرت “ريا نوفوستي” أن المحادثات بين الجانبين ستركز على كيفية تنفيذ بنود معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين موسكو وبيونغ يانغ، بالإضافة إلى بحث سبل إحياء ذكرى الجنود الكوريين الشماليين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك الروسية، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، والتي كانت مسرحًا للنزاع العسكري في الفترة الأخيرة.
تقارب يتجاوز الرمزية
وتأتي زيارة شويغو، وزير الدفاع الروسي السابق، في وقت تشهد فيه العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية أعلى مستوياتها منذ عقود، مدفوعةً بالمصالح المشتركة في مواجهة العقوبات الدولية والضغط الغربي، ووفقًا لتقارير استخباراتية دولية، فإن كوريا الشمالية زوّدت موسكو بكميات ضخمة من العتاد العسكري والذخيرة، تجاوزت 20 ألف حاوية ذخيرة، فضلاً عن إرسال جنود لدعم القوات الروسية في بعض مناطق القتال.
من نفس التصنيف: الولايات المتحدة ترفض مشروع قرار وقف النار في غزة وتعتبر الفيتو هو الحل
كما أشار تقرير لفريق مراقبة العقوبات الأممي إلى أن كوريا الشمالية ساهمت بشكل مباشر في تعزيز الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية المدنية الأوكرانية، من خلال تزويد موسكو بصواريخ ومدفعية ذاتية الدفع وقاذفات بعيدة المدى.
دعم روسي مقابل التكنولوجيا
وفي المقابل، لم تكتف موسكو بالدعم السياسي، بل قدمت لبيونغ يانغ دعمًا تقنيًا متقدمًا شمل بيانات لتحسين دقة الصواريخ الكورية، إلى جانب معدات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات وأنظمة حرب إلكترونية، في خطوة تُعتبر انتهاكًا واضحًا للعقوبات الأممية المفروضة على بيونغ يانغ منذ أكثر من 15 عامًا.
ويأتي هذا التعاون في ظل توقف لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن عن أداء مهامها، بعد استخدام روسيا حق الفيتو لإجهاض تمديد ولايتها، وامتناع الصين عن التصويت، ما دفع 11 دولة – بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية – إلى تشكيل فريق مراقبة مستقل.
خطر استراتيجي متصاعد
ووفق التقرير الأول لهذا الفريق، فإن التحالف الروسي الكوري يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي ويقوض نظام العقوبات الدولي، خاصة في ظل النوايا المعلنة للطرفين بمواصلة تعاونهما العسكري في المستقبل القريب، وتُبرز زيارة شويغو إلى بيونغ يانغ هذا الاتجاه بوضوح، وسط تحذيرات متزايدة من أن المحور الروسي-الكوري الشمالي قد يتحول إلى تحالف تسليحي يتجاوز العقوبات الدولية، مما يعيد خلط أوراق التوازن العسكري في شرق آسيا وأوروبا.