في خطوة أثارت الكثير من الجدل، رفعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الرسوم الجمركية على الواردات من 25% إلى 50%، وذلك تنفيذًا لقرار أعلن عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأسبوع الماضي.

اقرأ كمان: الصين تندد بتحذيرات واشنطن وتصف خطاب وزير الدفاع الأمريكي بالاستفزازي والتحريضي
وقد دخلت هذه الزيادة حيز التنفيذ رسميًا عند الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي (04:01 بتوقيت جرينتش)، وفقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، ويأتي هذا القرار ضمن مرسوم رئاسي نُشر يوم الثلاثاء، في إطار استراتيجية “أمريكا أولاً” التي تهدف إلى دعم الصناعات المحلية بحجة حماية الأمن القومي، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصلب والألمنيوم
ترامب: الأمن القومي في صلب القرار
وعلق ترامب على هذه الخطوة قائلًا إن الرسوم الجديدة تهدف إلى حماية “صناعاتنا التي ستكون أقوى من أي وقت مضى”، وأكد أن الهدف الرئيسي هو التأكد من أن الواردات “لا تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة”.
وجاء في نص القرار أن الرسوم السابقة “لم تكن كافية” لضمان استمرارية قطاعي الصلب والألمنيوم، ولم تؤدِ إلى الاستخدام الأمثل للطاقة الإنتاجية، مما يضعف قدرة تلك الصناعات على تلبية المتطلبات الدفاعية الأمريكية.
تداعيات متوقعة على الأسواق والمستهلكين
وقد أثار هذا القرار ردود فعل واسعة في الأسواق، خاصة بعد أن سجّلت العقود الآجلة لأسعار الألمنيوم أعلى مستوياتها منذ عام 2013، ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة عامة في أسعار الصلب والألمنيوم داخل السوق الأمريكية، مما سينعكس على قطاعات صناعية متنوعة ويشكل عبئًا مباشرًا على المستهلك النهائي.
وبحسب وزارة التجارة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تعد ثاني أكبر مستورد للصلب في العالم بعد الاتحاد الأوروبي، حيث استوردت 26.2 مليون طن من الصلب في عام 2024، وهو رقم يعكس اعتمادًا كبيرًا على الواردات، مما يجعل من رفع الرسوم خطوة تحمل آثارًا اقتصادية حساسة.
بين الحماية الصناعية والضغط الاقتصادي
بينما يرى البعض في هذا القرار خطوة ضرورية لتعزيز الاستقلال الصناعي الأمريكي، يحذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى تشويه السوق وارتفاع أسعار المواد الأساسية للبناء والتصنيع، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الكلي ويغذي التضخم.
ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تقييم ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستنجح في تحقيق أهدافها الصناعية أم ستفتح الباب أمام حرب تجارية جديدة وتكاليف إضافية على الأمريكيين.
اقرأ كمان: خبير لبناني يوضح تأثير الضغوط الغربية على إسرائيل في السياسة الدولية تجاه غزة