تقف مرتدية جلبابها الأسود وتضع على رأسها غطاء، ترتدي ساعتها التي تتبع بها الوقت في كل مشوار من قنا إلى نجع حمادي والعكس، لا تلتفت للكثير من المشكلات والعقبات التي تواجهها على الطريق، ورغم بلوغها سن الستين إلا أنها تواصل العطاء مع أبنائها وأحفادها حتى اليوم.

مواضيع مشابهة: التنمية المحلية تستعرض تطوير مسار العائلة المقدسة بالتعاون مع فولبرايت مصر
التقت “نيوز رووم” الست سناء غريب، أكبر سائق ميكروباص على خط قنا/نجع حمادي منذ عشرات السنين، وقبل ذلك كانت تعمل على خط قنا/الأقصر.
البداية كانت صعبة
بهذه الكلمات بدأت سناء غريب، التي تبلغ من العمر ستين عاماً، حيث كانت موظفة وفي ذات الوقت سائق ميكروباص على طريقي قنا الأقصر وحالياً قنا نجع حمادي، طوال تلك السنوات وبعد وفاة زوجها، كانت تقدم الدعم كأم في البداية، والآن كجدة.
وأضافت في حديثها أنه بعد وفاة زوجها وتركه لها الأبناء والسيارة وديون متراكمة، اضطرت للعمل على الميكروباص بعد أن وجدت أن كل سائق يأتي بها لا يمنحها ما يكفي لسداد الديون بل بالعكس، كانت تتزايد.
أتعلمت السواقة وكنت أخاف
قالت سناء إنها تعلمت القيادة ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن الإمساك بدركسيون السيارة، وفي البداية كانت تجربتها مرعبة، حيث تعرضت للكثير من المضايقات، ولكن الوضع حالياً تغير تماماً، قائلة: “في البداية كنت أخاف من الطريق خاصة عندما كنت أعود متأخرة من الأقصر، ولكن الآن الكل هنا في الموقف يعاملني باحترام لأنهم يعرفون أنني أعمل من أجل لقمة العيش فقط”
وأضافت سناء أنها تعرضت للكثير من السخافات والمضايقات من السائقين في البداية، ولكن حالياً الجميع يتعامل معها بكل تقدير واحترام، حتى الضباط واللجان على الطريق يقدمون لها التحية والتقدير.
العادات والتقاليد
في كل عمل، يكون الأمر صعباً، وكثيرون في البداية لم يتقبلوا فكرة عملي كسائق على ميكروباص، ولكن بعد ذلك تبدد هذا الأمر، وبدأ الجميع يتعامل مع الوضع بشكل عادي، خاصة أن النساء هنا بدأن يخرجن للعمل في جميع المجالات.
مقال مقترح: رئيس مركز قوص يقود حملة لضبط المخالفين في شوارع المدينة
وأختتمت حديثها بأنها تتمنى أن تؤدي مناسك الحج أو العمرة وأن يكتبها الله لها، ولكن كل شيء في وقته.