أعلن قطاع صندوق التنمية الثقافية عن بدء تنفيذ مشروع جديد يهدف إلى إعادة توطين متحف الفنان التشكيلي الراحل د. نبيل درويش، بالتعاون مع صندوق التنمية الحضارية داخل “مبنى الزجاج”، الذي يُعد أحد المكونات المعمارية المميزة التابعة لصندوق التنمية الحضرية في منطقة “تلال الفسطاط”، والتي تمثل واحدة من أبرز مسارات التطوير الشامل لمنطقة القاهرة التاريخية، ويأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى دمج البُعد الثقافي في مشاريع التطوير العمراني وتعزيز الحضور المؤسسي للتراث الفني في الفضاءات العامة.

مواضيع مشابهة: وزير الثقافة يؤكد حضور جنازة سميحة أيوب ويفقد قامة كبيرة
هذا المشروع يُعد تتويجًا لتوقيع بروتوكول تعاون رسمي بين صندوق التنمية الثقافية وصندوق التنمية الحضارية، في خطوة تجسد تكامل الجهود الحكومية نحو رعاية الفنون وإعادة توظيف الأصول العمرانية لخدمة المكون الثقافي للدولة.
وقّع البروتوكول كل من المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والفنية والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، ممثلًا عن وزارة الثقافة، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضارية.
وبموجب هذا الاتفاق، تم تخصيص مساحة تُقدّر بنحو 500 متر مربع داخل مبنى الزجاج لعرض مقتنيات المتحف، التي تُوثّق تجربة فنية مصرية رائدة في مجال الفن التشكيلي، وتُعد مرآة حيّة لتحولات الحركة الفنية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ويُجسّد المشروع أحد المحاور الاستراتيجية لعمل صندوق التنمية الثقافية، الذي يضطلع بدور فاعل في إعادة توزيع المؤسسات الثقافية والمجموعات الفنية بما يضمن تعظيم مردودها المجتمعي، ويُعيد دمج الفنون في نسيج الحياة اليومية للمواطن ضمن منظومة عرض متحفي حديثة تتماشى مع المعايير الدولية.
مقال له علاقة: ريستارت والمشروع X يتصدران المشهد في دور العرض لأفلام عيد الأضحى 2025
كما يُمثّل هذا التعاون نموذجًا متقدّمًا لتكامل السياسات الثقافية والعمرانية، ويعكس وعيًا مؤسسيًا بأهمية إعادة توظيف الموارد والمباني ذات الطابع المميز، بما يخدم الهوية الوطنية من جهة، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من جهة أخرى.
متحف درويش
من المتوقع أن يُسهم المتحف الجديد في إثراء الحراك الفني والثقافي بمنطقة تلال الفسطاط، من خلال تنظيم معارض دورية وفعاليات تربوية وفنية، ومبادرات مجتمعية تُوجّه للفئات العمرية المختلفة، في بيئة عرض مؤهلة لإحياء التفاعل بين الجمهور والإبداع.
يُعد هذا المشروع تجسيدًا عمليًا لرؤية صندوق التنمية الثقافية بوصفه ركيزة أساسية في منظومة العمل الثقافي بمصر، وذراعًا تنفيذيًا لوزارة الثقافة فيما يتصل بإدارة وتفعيل الفضاءات الفنية، وحماية التراث، وتعزيز البنية التحتية للفنون بمفهومها الشامل.