في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عن فرض حظر على منح تأشيرات دخول للطلاب الأجانب الجدد الراغبين في الدراسة، وصدر القرار عبر أمر تنفيذي رسمي، ليمنع الطلاب الدوليين من الانضمام إلى برامج دراسية أو تبادلية في جامعة هارفارد، الكائنة في كامبريدج، ماساتشوستس.
اقرأ كمان: الجيش الإسرائيلي يعزز قواته بألوية المشاة والمدرعات في قطاع غزة
مبررات الأمن القومي
وبرّر ترامب قراره بالقول إن استمرار هارفارد في استضافة الطلاب الأجانب يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، وأوضح في بيانه أن “تصرفات الجامعة جعلت منها وجهة غير مناسبة للطلاب والباحثين الأجانب”، مشيرًا إلى أن دخول هؤلاء الطلاب “يضر بمصالح الولايات المتحدة”، ويعكس القرار توجّه الإدارة نحو تشديد الرقابة على التعليم الدولي، وخصوصًا في المؤسسات الكبرى.
اقرأ أيضاً:
مواضيع مشابهة: تحذير من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بشأن مراكز توزيع المساعدات
الصراع بين هارفارد والإدارة الأمريكية
يأتي هذا الحظر في سياق توتر متصاعد بين البيت الأبيض وجامعة هارفارد، التي تُعتبر من أقدم وأغنى الجامعات في الولايات المتحدة، وكان القضاء الاتحادي في بوسطن قد أصدر مؤخرًا حكمًا يمنع وزارة الأمن الداخلي من منع دخول الطلاب الدوليين إلى هارفارد، لكن ترامب رد باستخدام صلاحيات قانونية جديدة لتجاوز هذا القرار.
اتهامات متبادلة وسجال قانوني
اشتد الخلاف بعد رفض هارفارد تلبية مطالب الحكومة المتعلقة بتسليم سجلات حول سلوك طلاب أجانب، رغم تأكيد الجامعة أنها استجابت لما طُلب منها، وبادرت الحكومة بالاعتبار أن الرد غير كاف، مما دفع وزارة الخارجية إلى إصدار تعليمات بإجراء تدقيق مشدد لطالبي التأشيرات المرتبطين بالجامعة.
وكانت محكمة اتحادية في بوسطن قد منعت وزارة الأمن الداخلي الأسبوع الماضي من منع دخول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، لكن ترامب لجأ في أمره الجديد إلى سلطة قانونية مختلفة، وتأتي هذه الخطوة بعد رفض جامعة هارفارد الانصياع لمجموعة من المطالب التي قدمتها الحكومة الاتحادية، والتي تصاعدت مؤخرًا بعد أن قالت وزارة الأمن الداخلي إن الجامعة رفضت تقديم سجلات تتعلق بسوء سلوك ارتكبه طلاب أجانب، وتقول جامعة هارفارد إنها استجابت للطلب، لكن الحكومة اعتبرت أن ردها غير كاف.
اقرأ أيضا:
وفي الشهر الماضي، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية جميع بعثاتها القنصلية في الخارج بالبدء في إجراء تدقيق إضافي لطالبي التأشيرات الذين يتطلعون للذهاب إلى جامعة هارفارد لأي غرض، وفقًا لبرقية داخلية اطلعت عليها وكالة “رويترز”.
رد هارفارد
وصفت هارفارد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، والذي يمنعها بموجبه من قبول طلاب أجانب جدد لمدة ستة أشهر، بأنه “إجراء انتقامي”، وذكر متحدث باسم الجامعة أن “هذه خطوة انتقامية غير قانونية أخرى اتخذتها الإدارة، منتهكة بذلك حقوق هارفارد المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور، هارفارد ستواصل حماية طلابها الدوليين”.