في مشهد يعكس تصاعد التحركات العسكرية الغربية، انطلقت صباح الخميس من مدينة روستوك، الواقعة شمال شرق ألمانيا، أولى السفن الحربية المشاركة في تمرين “بالتوبس 2025″، أكبر المناورات البحرية التي تُنفذ في بحر البلطيق.

اقرأ كمان: نتنياهو يؤكد عدم وجود خلاف مع ترامب ويشدد على أن التقارب الأمريكي العربي يعزز مصالح إسرائيل
ويُعد انطلاق التمرين من روستوك حدثًا استثنائيًا، إذ تنطلق فعالياته من هذه المدينة للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا، في ظل كونها المقر الرئيسي للقيادة البحرية الألمانية.
مشاركة واسعة بقيادة أمريكية
يقود هذه المناورات الواسعة النطاق الأسطول السادس التابع للبحرية الأمريكية، ويشارك فيها ما يقرب من 50 سفينة حربية، وأكثر من 25 طائرة عسكرية، بالإضافة إلى نحو 9 آلاف جندي من 17 دولة عضوًا في الحلف.
ويستمر التمرين حتى 20 يونيو الجاري، في وقت تتزايد فيه حدة التوترات الأمنية في المنطقة، لا سيما مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.
أهمية استراتيجية لبحر البلطيق
يكتسب بحر البلطيق أهمية استراتيجية متزايدة بالنسبة للناتو، كونه يشكل نقطة اتصال حيوية بين دول الحلف من شمال أوروبا وحتى وسطها.
ومع انضمام فنلندا والسويد مؤخرًا إلى الناتو، أصبحت روسيا الدولة الوحيدة من بين تسع دول مطلة على البحر لا تنتمي للحلف، ما يعزز من الطابع الأمني للمناورات ويجعلها أكثر حساسية من أي وقت مضى.
موسكو ترد بغضب وتصف التمرين بالاستفزاز
وردت موسكو على التمرين بلهجة حادة، ووصفت “بالتوبس” بأنه استفزاز مباشر، ملوّحة بأنه يزيد من زعزعة الأمن الإقليمي.
بالتوازي مع ذلك، أجرت القوات البحرية الروسية مناورات عسكرية منفصلة في مياه بحر البلطيق خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لإظهار جاهزيتها وردع أي تحركات محتملة من قبل الناتو.
تعزيز الردع وتماسك الحلف
من جانبه، أكد حلف شمال الأطلسي أن هذه المناورة السنوية تمثل “فرصة استراتيجية” لتعزيز التعاون العسكري بين الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أنها لا تهدف إلى التصعيد، بل إلى “إظهار قدرة الحلف على الردع والتصدي لأي تهديدات تمس أمن أعضائه” وأوضح مسؤولون في الحلف أن التمرين يختبر الجاهزية القتالية، والقدرة على تنسيق العمليات البحرية والجوية متعددة الجنسيات في بيئة معقدة كبحر البلطيق.
رسالة واضحة
وتأتي مناورات “بالتوبس 2025” في وقت يشهد فيه الأمن الأوروبي اختبارات غير مسبوقة، في ظل استمرار الصراع الروسي الأوكراني، وتنامي القلق من توسع التوتر إلى مناطق جديدة.
من نفس التصنيف: واشنطن تفرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية بسبب حرب غزة
ومن الواضح أن هذه المناورة ليست مجرد تمرين تقني، بل رسالة سياسية وعسكرية واضحة من الناتو تؤكد التزامه بحماية مصالح أعضائه، واستعداده للتحرك عند الضرورة، خاصة في نقاط التماس القريبة من روسيا.