كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى إعجابه بالهجوم الذي نفذته أوكرانيا على روسيا مؤخراً، ولكنه عبّر في الوقت نفسه عن قلقه من أن هذه العملية قد تعقّد فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المستقبل القريب.

مقال مقترح: تسلا تواجه خسائر تصل إلى 49% في أبريل نتيجة مواقف إيلون ماسك
وفي تقرير جديد نشره موقع أكسيوس، نُقل عن ترامب وصفه للهجوم الأوكراني المفاجئ بأنه “قوي” و”مذهل”، إلا أن هذا الإعجاب لم يُخفِ قلقه المتزايد من أن هذه العملية قد تجعل مهمة إحلال السلام أكثر صعوبة وتعقيداً.
مكالمة “جيدة” مع بوتين لكنها لا تكفي
بحسب التقرير، أجرى الرئيس الأمريكي مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب الهجوم، حيث أبلغه بوتين بنيّته الرد بقوة على العملية الأوكرانية.
وقد وصف ترامب المكالمة بأنها “كانت جيدة”، لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأنها “لن تؤدي إلى سلام فوري”.
ورغم امتناعه عن التصريح العلني حول رأيه الشخصي في الهجوم، كشفت مصادر قريبة من ترامب أنه أعرب عن إعجابه بالعملية خلف الكواليس، حيث قال لأحد المقربين منه: “قوي جداً”
التخوف من تقويض الجهود الدبلوماسية
في المقابل، نقل مصدر مطلع أن ترامب أبلغ بعض من التقاهم مؤخراً بأن الهجوم بالطائرات المسيّرة قد يدفع بوتين إلى رد فعل عنيف، مما قد يضعف مبادرته الدبلوماسية، والتي أدت في الآونة الأخيرة إلى أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
كما أشار مصدر آخر إلى أن ترامب يرى في هذا الهجوم تطورًا خطيرًا، قائلاً: “لقد اعتقد أن الأمر كان سيئاً”
أوكرانيا تتحدى.. وروسيا تتوعّد
بحسب التقرير الأمريكي، فإن الهجوم الأوكراني المخطط بعناية والذي نُفّذ عن بُعد، استهدف قواعد جوية روسية تُعتبر من بين الأكثر استراتيجية، وتقع على مسافات بعيدة داخل الأراضي الروسية، وتحديداً في سيبيريا والشمال، حيث تحتفظ موسكو بقاذفاتها النووية الثقيلة.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يشير إلى أن أوكرانيا باتت تمتلك أوراق قوة في التفاوض، حتى بدون الاعتماد الكامل على الدعم العسكري الأمريكي، لكنه في المقابل يمثل تحديًا مباشرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدفع نحو احتمال تصعيد كبير من الجانب الروسي.
وفي رده على هذه التطورات، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع متلفز، إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة “تثير الشكوك حول أي وقف لإطلاق النار أو لقاء مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”.
من جهته، أعلن الكرملين أن بوتين شدد، خلال محادثاته الأخيرة، على ضرورة استمرار قنوات الاتصال مع كييف “رغم الاستفزازات”، مؤكداً في الوقت نفسه عزم موسكو على الرد بقوة على الهجوم الذي طال أربعة مطارات روسية.
مقال مقترح: تفشي الكوليرا في السودان مع تسجيل 1375 إصابة و70 وفاة
بهذا، تبدو المنطقة مقبلة على تصعيد خطير، في وقت تتأرجح فيه المساعي الدبلوماسية بين فرص ضئيلة للسلام ومخاوف حقيقية من حرب أوسع.