أحيت الفنانة ناهد السباعي ذكرى جدتها الفنانة الراحلة هدى سلطان، التي تصادف اليوم مرور تسعة عشر عامًا على وفاتها، مشيرة إلى أنها كانت رمزًا للعطاء والفن الراقي الذي لن يتكرر.

اقرأ كمان: وزير الثقافة يعلن عن تعليق زيادة رسوم المصنفات الفنية
ونشرت ناهد السباعي عبر حسابها على “إنستجرام” قائلة: “رحم الله روحًا طاب ذكرها وحسن أثرها، اللهم ارحم جدتي واغفر لها وأنر قبرها واجعل الجنة دارها”.
كما شاركت الفنانة ناهد السباعي بعدة صور للفنانة الراحلة هدى سلطان إحياءً لذكراها.
استعرض برنامج “صباح الخير يا مصر” الذكرى التاسعة عشر لرحيل الفنانة القديرة، التي توفيت عام 2006 بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال المتميزة، ولا تزال حاضرة في وجدان الجمهور المصري والعربي.
الذكرى التاسعة عشر لرحيل الفنانة هدى سلطان
وُلدت هدى سلطان في بيئة ريفية بمدينة طنطا، ونشأت وسط تقاليد محافظة، حيث بدأت موهبتها الفنية في سن مبكرة، إذ كانت تغني وتمثل لنفسها أمام المرآة، متحدّيةً رفض أسرتها، وخاصة شقيقها الفنان الكبير محمد فوزي، الذي اعتبر أن الفن لا يليق بفتاة تنتمي إلى بيئة محافظة.
على الرغم من اعتراض شقيقها الشديد وقطيعة دامت لسنوات، أصرت هدى على متابعة حلمها، لتثبت أنها تمتلك موهبة فنية استثنائية فرضت نفسها سريعًا في عالم التمثيل والغناء.
مع مرور الوقت، عادت العلاقة بين الشقيقين إلى طبيعتها، وتوّجت بالمصالحة والتعاون الفني، في مشهد يعكس انتصار الموهبة والعائلة معًا في النهاية.
الأعمال البارزة
قدمت هدى سلطان العديد من الأعمال البارزة التي حفرت اسمها في الذاكرة الفنية، ومن أبرزها “الليل وآخره”، “الوتد”، “أرابيسك”، “زينب والعرش”، و”ليالي الحلمية”، بالإضافة إلى شخصية “أم رحيم” التي تمثل رمزًا للأم الصعيدية القوية والمؤثرة.
رحلت هدى سلطان عن عالمنا، ولكن حضورها لا يزال نابضًا في كل مشهد وكل نغمة، فهي واحدة من أيقونات الفن المصري التي لا تغيب عن الذاكرة.
وُلدت هدى سلطان في 15 أغسطس 1925 في محافظة الغربية، وكانت الثالثة بين خمسة أبناء، ومنهم شقيقها المطرب والملحن محمد فوزي، الذي كان له دور مهم في بداية حياتها الفنية، حيث بدأ معارضًا ثم أصبح داعمًا.
اقرأ كمان: المسلسل المنتظر “فات الميعاد” يثير الحماس بعد عرض البرومو التشويقي
حفظت القرآن الكريم كاملًا في طفولتها، قبل أن تنمو داخلها موهبة الغناء والتلاوة، وتنتقل لاحقًا إلى القاهرة لتحقيق حلمها بالاحتراف.
بدأت مشوارها الفني في الإذاعة على يد الملحن أحمد عبد القادر، ثم انتقلت إلى عالم السينما حيث شاركت في أفلام مهمة مثل “امرأة في الطريق”، “جعلوني مجرمًا”، “السكرية”، “فتوات الحسينية”، و”بدور”، وكان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم “من نظرة عين” مع منى زكي.
تركت بصمة واضحة على خشبة المسرح من خلال عروض مثل “بمبة كشر”، “الحرافيش”، “سيد درويش”، و”وداد الغازية”.
هدى سلطان، التي جمعت بين الإيمان والفن، وبين التقاليد والحداثة، تبقى واحدة من أعمدة الفن المصري الخالدين.