تجددت مساء الخميس الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في تطور ميداني لافت يعكس تصعيداً غير مسبوق في التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ما ينذر بتدهور إضافي في الأوضاع الأمنية على الجبهة الشمالية للبنان.

مقال له علاقة: إصابة خمسة أفراد في حادث إطلاق نار بمركز تجاري في الولايات المتحدة
استهداف مباشر لمواقع حزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه شنّ ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت تابعة لحزب الله في قلب الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن هذه المواقع تُستخدم في تصنيع وتخزين الطائرات المُسيّرة، وقد أظهرت لقطات بثّتها وكالة “فرانس برس” تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من مناطق متعددة، في وقت شهدت فيه الضاحية حركة نزوح ملحوظة للسكان خوفاً من اتساع رقعة الاستهداف.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام عربية، فإن الغارات كانت “عنيفة جداً”، ويُعتقد أن الجيش الإسرائيلي استخدم خلالها صواريخ خارقة للتحصينات، نظراً لشدة الانفجارات وسماع دويها في مناطق بعيدة داخل الأراضي اللبنانية.
تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقاً
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بنواياها شنّ هجمات في بيروت، ما يُشير إلى تنسيق دولي مُسبق أو على الأقل عدم اعتراض أمريكي على هذا التصعيد.
وفي المقابل، حاول الجيش اللبناني، بحسب مصادر عسكرية، تهدئة التوتر عبر عرض التوجه إلى المواقع المستهدفة للكشف عليها، غير أن الجانب الإسرائيلي رفض هذا الاقتراح.
مواقف سياسية وتصريحات نارية
وفي أول تعليق رسمي، شدد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على أن بلاده “لن تسمح لحزب الله بأن يستعيد قوته أو يشكل تهديداً جديداً”، فيما أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنا أصدرنا تعليمات صريحة للجيش بمهاجمة وتدمير مواقع تصنيع الطائرات بدون طيار لحزب الله”.
وأضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي قد وجه إنذارات إخلاء مسبقة للسكان المدنيين في المباني المستهدفة، مشيراً إلى أن تل أبيب تعتبر الحكومة اللبنانية “مسؤولة بالكامل عن منع أي خرق لوقف إطلاق النار أو أعمال إرهابية انطلاقاً من أراضيها”.
من نفس التصنيف: الرجل الأكثر نفوذًا يتحدى الأغنى.. أدوات ترامب وماسك لإلحاق الأذى ببعضهم
تحذيرات من انفجار إقليمي
وتعكس التطورات المتسارعة في بيروت مرحلة حساسة في العلاقة بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في ظل تبادل التهديدات المتصاعدة وتزايد المؤشرات على استعداد الطرفين لتوسيع دائرة المواجهة، وفي ظل عجز واضح عن احتواء الموقف سياسياً أو دبلوماسياً، تبقى المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، في وقت تواصل فيه الأطراف الفاعلة تحميل لبنان عبء التبعات الأمنية والسياسية لهذا التصعيد.