نتنياهو في مواجهة عاصفة الاتهامات بتسليح ميليشيات غزية تثير الغضب في إسرائيل

لا تزال العاصفة السياسية والأمنية التي اجتاحت إسرائيل منذ يوم الخميس الماضي مستمرة، وذلك بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، حيث اتهم الحكومة بتزويد “ميليشيات إجرامية” في قطاع غزة بالأسلحة، الأمر الذي اعتبره الكثيرون غير مسبوق وخطير في توقيته ونتائجه.

نتنياهو في مواجهة عاصفة الاتهامات بتسليح ميليشيات غزية تثير الغضب في إسرائيل
نتنياهو في مواجهة عاصفة الاتهامات بتسليح ميليشيات غزية تثير الغضب في إسرائيل

نتنياهو يرد: ندعم معارضين لحماس

رد رئيس الوزراء نتنياهو سريعاً من خلال مقطع فيديو نشره على حسابه في إنستغرام، مؤكداً أن إسرائيل “تدعم جماعات معارضة لحماس” داخل غزة، دون الخوض في تفاصيل الدعم أو طبيعته، ورغم ذلك لم يكن هذا التوضيح كافياً لتهدئة الانتقادات الواسعة التي طالت الحكومة، بل زاد من حدة الاتهامات وأثار تساؤلات حول هوية هذه الجماعات ومصادر تسليحها.

مسؤولون عسكريون يحذرون: “قنبلة موقوتة”

كان نائب رئيس الأركان السابق، يائير غالان، من أبرز المنتقدين، واصفاً في تغريدة له على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) الوضع بأنه “قنبلة موقوتة”، واتهم نتنياهو بأنه سبق له تحويل مليارات الدولارات إلى حركة حماس عبر حقائب نقدية، بناءً على وهم أن ذلك سيؤدي إلى تغيير سلوكها، مضيفاً أن رئيس الوزراء يروّج الآن لفكرة أكثر خطورة تتمثل في “تسليح ميليشيات غزّاوية ترتبط بتنظيم داعش”، مما يعتبر تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل.

المعارضة: “مغامرة كارثية”

اتهم زعيم المعارضة، يائير لبيد، نتنياهو بتنفيذ سياسات عشوائية تفتقر لأي رؤية استراتيجية، حيث قال إن “رئيس الوزراء انتقل من تمويل حماس إلى تسليح تنظيمات قريبة من داعش، دون تخطيط أو حساب للعواقب”، مشيراً إلى أن هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى المزيد من الكوارث، محذراً من أن الأسلحة التي تدخل غزة الآن “قد تُستخدم لاحقاً ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين.”.

انتقادات من اليمين واليسار

لم تقتصر الانتقادات على المعارضة، بل امتدت إلى داخل الائتلاف الحكومي، حيث وصفت عضو الكنيست اليمينية طالي غوتليب من حزب الليكود الفكرة بـ”الهراء”، متسائلة بسخرية: “هل نزوّد داعش والقاعدة بالسلاح؟ من يظن أن ذلك طبيعي؟”، بينما هاجمت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي من معسكر اليسار الحكومة بشدة، ووصفت التحركات بأنها “إفلاس سياسي وأمني” يعكس فشلاً عميقاً في إدارة ملف غزة.

ميليشيا “القوة الشعبية” بقيادة ياسر أبو شباب

في خضم هذا الجدل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتسليح ميليشيات فلسطينية محلية في جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن خطة تهدف إلى خلق مقاومة داخلية ضد حماس، وأشارت الصحيفة إلى أن أحد قادة هذه الجماعات يُدعى ياسر أبو شباب، وهو يقود فصيلاً يُعرف باسم “القوة الشعبية”، حيث بثت المجموعة مؤخراً تسجيلاً مصوراً يظهر عناصرها يتجولون في شوارع غزة حاملين أسلحة من طراز إم-16 وكلاشينكوف، مما يؤكد التقارير عن وجود تنسيق غير معلن مع إسرائيل.

انفلات أمني وتحذيرات إنسانية

تزامنت هذه التطورات مع تحذيرات من تفاقم الوضع الأمني في غزة، حيث أعلن مسؤولون في حركة فتح عن حالة من الانفلات الأمني وانتشار واسع للمسلحين، وسط تقارير عن عصابات تنهب المساعدات، وأعلنت مؤسسة “غزة الإنسانية” تعليق توزيع المساعدات بشكل مؤقت بعد تكرار حوادث إطلاق النار والفوضى في مراكز التوزيع.