في اليومين الماضيين، شهدت العلاقة القوية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، انهيارًا ملحوظًا، حيث تبادلا الانتقادات الحادة عبر منصتيهما للتواصل الاجتماعي، “إكس” و”تروث سوشيال”.

من نفس التصنيف: فنان مغربي يعبّر عن حزنه على كلبه وسط اتهامات بالتمثيل وانقسام الجمهور
بداية الخلاف
وكان ماسك قد ترك منصبه الرسمي في الإدارة أواخر الشهر الماضي، بينما ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أنه كان يرغب في الاستمرار، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.
بعد مغادرة ماسك لمنصبه، بدأ في توجيه انتقادات حادة لمشروع الرئيس ترامب المتعلق بـ قانون خفض الضرائب والإنفاق عبر منصة إكس.
وكان أول تعليق لماسك على قانون الإنفاق: “مشروع قانون الإنفاق الضخم، فاحش، ومليء بالفساد، ومقزز”.
وبهذا السيل من الانتقادات، بدأ ماسك خلافه، ولم يكتف بذلك بل واصل هجومه على ترامب ومشاريعه، إذ دعا إلى صياغة مشروع قانون إنفاق جديد لا يؤدي إلى زيادة العجز بشكل كبير وزيادة سقف الدين بمقدار 5 تريليون دولار كما سيفعل مشروع ترامب.
كما حث ماسك الأمريكيين على الضغط على ممثليهم في الكونجرس لعدم تمرير مشروع ترامب، مؤكدًا أن “إفلاس أمريكا غير مقبول”.
ترامب يرد
ثم بدأ الرئيس الأمريكي بالرد، حيث عبر خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عن دهشته من انتقادات ماسك اللاذعة قائلًا: “كانت علاقتي بماسك رائعة، لكن لا أعلم إن كانت ستستمر”.
وعلل ترامب انزعاج ماسك من قانون الإنفاق بأنه منزعج من التخفيضات في دعم السيارات الكهربائية وقرار الرئيس سحب ترشيح جاريد إسحاقمان، حليف ماسك، لقيادة وكالة ناسا.
من جانبه، رد ماسك فورًا على الرئيس الأمريكي قائلًا: ابقِ على تخفيضات حوافز السيارات الكهربائية، لكن تخلى عن مشروع القانون.
فيما أشار إلى أن ماسك كان يعرف تفاصيل هذا المشروع بشكل أفضل من أي شخص آخر في البيت الأبيض، معبرًا عن اندهاشه من انتقادات ماسك وأسبابها.
بينما نفى ماسك ذلك، قائلاً: لم يتم عرض هذا المشروع عليّ ولو مرة واحدة، وتم إقراره بسرعة كبيرة لدرجة أن أحداً تقريبًا في الكونجرس لم يتمكن من قراءته”.
بعد ذلك، طرح ماسك استطلاعًا للرأي حول ما إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى حزب سياسي جديد يمثل 80٪ من الطبقة الوسطى.
ترامب يهدد ماسك
ثم بدأ ترامب بالرد على ماسك مرة أخرى، مؤكدًا أن الانتقادات التي يوجهها له سببها سحب تفويض بشأن السيارات الكهربائية، وهدد بسحب الدعم والعقود الحكومية من شركات ماسك، قائلًا: إن أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات في ميزانيتنا هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك، لطالما دهشتُ من عدم قيام بايدن بذلك.
ودافع ترامب عن مشروع الإنفاق: “لا أمانع أن ينقلب إيلون عليّ، لكن كان ينبغي عليه فعل ذلك قبل أشهر، هذا أحد أعظم مشاريع القوانين التي قُدّمت إلى الكونجرس على الإطلاق، إنه خفض قياسي في النفقات، 1.6 تريليون دولار، وأكبر تخفيض ضريبي مُقدّم على الإطلاق، إذا لم يُقرّ هذا القانون، فستكون هناك زيادة ضريبية بنسبة 68%، والأمور أسوأ بكثير، لم أتسبب في هذه الفوضى، أنا هنا فقط لإصلاحه”.
وبعد ذلك التهديد انخفض سعر سهم شركة تيسلا، التي يملكها ماسك، بشكل حاد بنسبة 14% عند إغلاق السوق.
ماسك يزعم تورط ترامب في ملف قضية جنسية شهيرة
وردًا على ذلك، بدأ ماسك في الزعم بأن ترامب اسمه وارد ضمن وثائق تتعلق بقضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال قاصرين، وهدد أنه سيقوم بإيقاف تشغيل المركبة الفضائية التي تسافر إلى محطة الفضاء الدولية.
ماسك يخسر 34 مليار دولار من ثروته
أفادت تقارير أمريكية أن الملياردير الأمريكي، وأغنى شخص في العالم، إيلون ماسك، خسر 34 مليار دولار من ثروته الشخصية في نهاية يوم الخميس، وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، وذلك بعد ساعات من دخوله في صدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
مقال له علاقة: آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى على أنقاض مساجد غزة
ووفقًا لـ بلومبرج، ستكون هذه ثاني أكبر خسارة على الإطلاق في تاريخ المؤشر، ولا يسبقها سوى تراجع أكبر لماسك في نوفمبر 2021، كما تراجعت أسهم “تسلا” بنسبة 14%، الخميس، ما أدى إلى محو أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة السيارات الكهربائية.
ماسك يُلمّح إلى تأسيس حزب جديد
طرح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تساؤلًا مثيرًا عبر منصّته «إكس»، حول إمكانية تأسيس حزب سياسي جديد يمثل الغالبية الصامتة من الأمريكيين، وذلك بعد ساعات فقط من خلافه العلني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وكتب ماسك في منشور أثار جدلًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا: «هل حان الوقت لتأسيس حزب سياسي جديد في أمريكا يُمثل فعليًا 80% من الناس في الوسط؟».
ضربة مؤلمة
وفي خضم هذه الخلافات التي اشتعلت بين الحليفين اللذين تحولا إلى خصمين، دعا ماسك لعزل ترامب، وتعيين نائبه جي دي فانس خلفًا له، فضلًا عن مهاجمة الرسوم الجمركية.