شهدت الساحة السياسية الأميركية في الآونة الأخيرة توتراً ملحوظاً بين الرئيس السابق دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، مما أدى إلى تراجع تحالف القوة والمال الذي كان قائماً بينهما.

مقال له علاقة: الصين تندد بتحذيرات واشنطن وتصف خطاب وزير الدفاع الأمريكي بالاستفزازي والتحريضي
وإذا لم يتم احتواء هذا التصعيد واستمر التوتر، فقد نشهد مواجهة حادة بين ترمب، الذي يقود أقوى دولة في العالم، وماسك، الذي يُعتبر أغنى رجل على وجه الأرض، وقد يلجأ كلاهما إلى استخدام نفوذهما المالي والسياسي والإعلامي للإضرار ببعضهما البعض.
ما الذي يمكن أن يفعله ماسك؟
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن ماسك يمكنه استغلال ثروته الكبيرة ضد ترمب وحلفائه من الحزب الجمهوري.
فبعد أن أنفق ماسك أكثر من 250 مليون دولار لدعم ترمب وحزبه في الانتخابات الأخيرة، يُتوقع أنه إذا استمر الخلاف، قد يمتنع عن دفع الـ100 مليون دولار المتبقية من تعهده المالي.
كما يمكنه ضخ تمويلات ضخمة لدعم حملات مناهضة للجمهوريين، خاصة بعد انتقاده لمشروع ترمب الضريبي الذي وصفه بأنه “شر مقيت” قد يؤدي إلى زيادة العجز الفيدرالي.
علاوة على ذلك، لوح ماسك على منصة “إكس” بإمكانية تأسيس حزب سياسي جديد يمثل الأغلبية الصامتة من الطبقة الوسطى الأميركية، في محاولة للجمع بين السلطة والثروة في يده، وهو ما يُعتبر خطوة خطيرة، إذ أظهر استطلاع أجراه ماسك على “إكس” تأييداً كبيراً، حيث صوت أكثر من 80٪ من المشاركين البالغ عددهم نحو مليوني شخص بـ”نعم”.
اقرأ كمان: ترامب يوافق على دمج شركة الصلب الأمريكية باستثمار 14 مليار دولار
كما يمكن لماسك توجيه ضربات قوية لترمب من خلال فتح ملفات فضائح قد تكون حساسة.
وقد بدأ ماسك بالفعل في اتخاذ هذه الخطوة، حيث زعم أن اسم ترمب وارد في ملفات رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، قائلاً: “آن الأوان للمفاجأة الكبرى… اسم ترمب موجود في ملفات إبستين، ولهذا لم تُنشر بعد”
هذا التصريح أثار ضجة كبيرة، وسارع الديمقراطيون في الكونغرس لاستغلاله سياسياً.
كما يستطيع ماسك استخدام نفوذ شركاته للإضرار بالإدارة، وهو ما لوح به عندما أعلن عن احتمال سحب مركبة “دراغون” الفضائية التابعة لشركة “سبيس إكس” من الخدمة، مما قد يعرقل بشدة برامج وكالة ناسا لنقل الرواد والإمدادات.
ما الذي يمكن أن يفعله دونالد ترمب؟
على الجانب الآخر، يمتلك ترمب مجموعة من الأدوات التي يمكن أن يستخدمها للإضرار بماسك، منها ما اقترحه ستيف بانون، حليفه البارز، بشأن مصادرة “سبيس إكس” بأمر تنفيذي، إضافة إلى إلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك.
ويُذكر أن شركات ماسك حصلت في العام الماضي على ما يقرب من 3 مليارات دولار من حوالي 100 عقد مع 17 وكالة حكومية.
يمكن لترمب أيضاً فتح ملفات الهجرة والمخدرات، إذ دعا ستيف بانون إلى فتح تحقيق رسمي في وضع ماسك كمهاجر، مدعياً دون أدلة أنه “أجنبي غير شرعي” ويجب ترحيله، كما طالب بالتحقيق في تعاطي ماسك للمخدرات، وكذلك محاولاته المزعومة للحصول على معلومات عسكرية سرية تتعلق بالصين.
إضافة إلى ذلك، يمتلك ترمب السلطة لإلغاء التصريح الأمني الذي يُتيح لماسك الاطلاع على معلومات سرية، مما سيعطل قدرته على تنفيذ عقود حكومية حساسة، خاصة مع “ناسا” ووزارة الدفاع.
كما أن الرئيس الأميركي لديه سلطات تنفيذية واسعة، يمكن استخدامها لتوجيه الوكالات الفيدرالية مثل وزارة العدل لفتح تحقيقات رسمية ضد ماسك، أو توقيع أوامر تنفيذية تستهدف شركاته ومصالحه الاقتصادية.