ثورة ناعمة في سوريا تعيين طفل كمتحدث رسمي لوزارة الاتصالات

منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة بعد انتهاء فترة الرئيس السابق بشار الأسد، لم يتوقف الشارع السوري عن المطالبة بتحسين مستوى الخدمات العامة، وسط آمال حقيقية بتغيير ملموس يؤثر على حياة المواطنين اليومية.

ثورة ناعمة في سوريا تعيين طفل كمتحدث رسمي لوزارة الاتصالات
ثورة ناعمة في سوريا تعيين طفل كمتحدث رسمي لوزارة الاتصالات

ورغم بقاء هذه المطالب عالقة في العديد من القطاعات، برز وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، كأحد الشخصيات البارزة في الحكومة، حيث استقطب اهتمام الرأي العام بقراراته السريعة وغير المسبوقة.

هيكل، المعروف بتفاعله المباشر مع المواطنين عبر المنصات الرقمية، أطلق سلسلة من المبادرات غير التقليدية منذ توليه منصبه، لكنه أثار الجدل والاهتمام مجددًا في الساعات الأخيرة بعد إعلانه قرارًا لافتًا بتعيين طفل في منصب غير اعتيادي ضمن فريق وزارته.

طفل ناطق رسمي باسم جيله

في خطوة غير مسبوقة، أعلن الوزير هيكل عبر حسابه الرسمي على منصة X (تويتر سابقًا) عن تعيين الطفل سليم التركماني ناطقًا رسميًا باسم وزارة الاتصالات والتقانة لأبناء جيله من الأطفال.

جاءت التغريدة بمناسبة عيد الأضحى، ورافقتها تهنئة للناس بالمناسبة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حديث الساعة في الأوساط السورية.

وكتب هيكل؛” نهنئكم بالعيد نيابة عن فريقنا العظيم في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، ومنهم الطفل سليم مؤسس حساب إنستاغرام little_tech_salim الذي قبل اليوم مهمة المتحدث باسم الوزارة لأولاد جيله، نسعى لوطن جدير بأطفالنا، أمين على أحلامهم، ممكن لقدراتهم، كل عام وأنتم وبلادنا وأهلنا بألف خير💚.

وأشار الوزير إلى أن الطفل سليم هو صاحب حساب “little_tech_salim” على إنستجرام، حيث يشارك محتوى تقني موجه للأطفال، وقد قبل المهمة بحماس كبير.

وأوضح هيكل أن الوزارة تسعى من خلال هذه الخطوة الرمزية إلى “بناء وطن جدير بأطفاله، أمين على أحلامهم، وممكن لقدراتهم”.

موجة من التفاعل الإيجابي

القرار الغريب في شكله، لاقى صدى واسع بين السوريين الذين عبّر كثير منهم عن إعجابهم بالفكرة، معتبرين أنها تشير إلى تحول إيجابي في الخطاب الحكومي تجاه الجيل الجديد، فقد اعتبر البعض أن إشراك الأطفال بهذه الطريقة يعكس نية حقيقية لاحتضان طموحاتهم، بينما رأى آخرون في الخطوة رسالة أمل لمستقبل أكثر إشراقًا بعد سنوات من الصراع والانقسام.

بينما تساءل البعض عن الأبعاد العملية لهذا التعيين، لم تخفِ الغالبية ارتياحها لهذا التحرك الذي وصفوه بـ”اللطيف والذكي”، داعين باقي الوزارات إلى تبني مبادرات مشابهة تلامس هموم الناس وتبني جسور ثقة جديدة بين الدولة والمواطن.

تحول في صورة الحكومة؟

يبدو أن عبد السلام هيكل، من خلال قراراته التفاعلية والمباشرة، يسعى إلى خلق نمط جديد في العلاقة بين الحكومة والمجتمع، يقوم على الشفافية والمشاركة والرمزية القادرة على تحفيز التغيير.

وفي بلد أنهكته الحرب والوعود المؤجلة، تظهر مثل هذه المبادرات مهما بدت رمزية كبوادر أمل تحمل في طياتها إشارات لحقبة مختلفة من الحوكمة.

ويبقى السؤال: هل تشكّل خطوة تعيين “المتحدث الطفل” بداية لسلسلة من الإجراءات النوعية، أم أنها مجرد لفتة رمزية سرعان ما تُنسى؟