في خطوة غير مسبوقة تعكس موقفاً شعبياً وسياسياً جريئاً، شهدت شوارع إسبانيا مبادرة محلية مبتكرة، حولت إشارات المرور إلى أدوات تضامن مع الشعب الفلسطيني، واحتجاج صريح ضد الجرائم الإسرائيلية المستمرة في غزة.

مقال له علاقة: «عهدية السيد» تحقق إنجازًا نسائيًا بتسجيل رقم قياسي في موسوعة «جينيس»
ففي أحد الشوارع، تظهر على الإشارة الضوئية الحمراء عبارة “قف ضد إسرائيل”، بينما تعرض الإشارة الخضراء “الحرية لغزة”، في رسالة مباشرة تمر عبر الأعين والعقول يوميًا، لتذكّر العالم بالمأساة المستمرة منذ أكتوبر 2023.
مبادرة محلية بأثر دولي: التقنية في خدمة القيم
أطلقت هذه المبادرة مجموعات مؤيدة للقضية الفلسطينية داخل إسبانيا، مستخدمة تقنيات بسيطة لإدخال رسائل رقمية في لوحات إشارات المرور، وعلى الرغم من بساطتها التقنية، فإنها تحمل دلالة سياسية عميقة، تربط المشهد المأساوي في غزة بالحياة اليومية للمواطن الأوروبي، في محاولة لكسر حاجز الصمت أو التجاهل.
مواضيع مشابهة: وزير خارجية إيران يوجه رسالة إلى الأمم المتحدة وما تحتويه
الصور المتداولة للإشارات الجديدة
انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما عبّر المارة عن تأثرهم بالرسائل التي واجهتهم في الطريق، ودفعت الكثيرين للتوقف والتفكير وربما النقاش، في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات العالمية لوقف العدوان على غزة.
سؤال أخلاقي في قلب المدينة: هل يمكن أن نواصل العبور؟
مع كل خطوة يخطوها المارة أمام إشارات المرور، يرتفع سؤال أخلاقي عميق: “هل يمكن أن نستمر في العبور وكأن شيئًا لا يحدث هناك؟”، في إشارة إلى المعاناة الواسعة التي يعيشها الفلسطينيون، وسط صمت دولي، ودعم أمريكي كامل للآلة الحربية الإسرائيلية
جرائم مستمرة وحصيلة كارثية
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، سجّلت الإحصائيات أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل مجاعة قاتلة تفتك بالمدنيين، ودمار هائل للبنية التحتية.
تأتي هذه الخطوة من الشارع الإسباني لتكون امتدادًا لمواقف الحكومة الإسبانية التي اتخذت موقفًا واضحًا من العدوان، شملت اعترافها بدولة فلسطين، وتنديدها العلني والمستمر بالجرائم الإسرائيلية، ما جعل مدريد من أكثر العواصم الأوروبية جرأة في مواجهة آلة الحرب والاحتلال.
صوت الشارع لا يصمت: أوروبا على خط النار الأخلاقي
بينما تلتزم معظم الحكومات الغربية الحذر أو الصمت، تُثبت التجربة الإسبانية أن صوت الشارع لا يمكن تجاهله، وأن أدوات التعبير السياسي قد تجد مكانها حتى في إشارات المرور، لتذكر الجميع أن الضمير العالمي لا يزال ينبض، وأن التضامن مع المظلومين لا يحتاج سوى لفكرة وقرار.