اتهمت روسيا، اليوم السبت، الجانب الأوكراني بتأجيل عملية تبادل واسعة النطاق وجثامين الجنود القتلى، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات السلام الأخيرة في مدينة إسطنبول التركية.

مقال له علاقة: زيمبابوي تفرض ضريبة على تشغيل الراديو في السيارات مما يثير غضب الشعب
وقال كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، في بيان نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي:
“أجل الجانب الأوكراني، بشكل مفاجئ، استلام الجثث وتبادل أسرى الحرب إلى أجل غير مسمى، دون تقديم أسباب واضحة”
تُعتبر هذه الاتهامات تطورًا جديدًا في المسار السياسي المتعثر بين الجانبين، رغم التقدم النسبي الذي أحرزته محادثات إسطنبول الأخيرة.
اتفاق إسطنبول: نتائج محدودة وتباين في التنفيذ
وخلال اللقاء الذي جمع وفدي موسكو وكييف يوم الاثنين الماضي في إسطنبول، اتفق الطرفان على إجراء تبادل يشمل الجنود الجرحى والأسرى من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا.
كان هذا الاتفاق يُعتبر النتيجة الملموسة الوحيدة التي خرجت بها تلك الجولة من المفاوضات، إذ رفضت روسيا جميع الدعوات الأوكرانية لوقف إطلاق نار شامل وفوري على الجبهات.
أكد ميدينسكي أن بلاده التزمت بما تم الاتفاق عليه، مشيرًا إلى أن روسيا نقلت جثامين 1212 جنديًا أوكرانيًا إلى “منطقة التبادل”، وهي الدفعة الأولى من أصل 6000 جثة سيتم تسليمها على مراحل.
قائمة بأسماء الأسرى واستعداد روسي لبدء التبادل
إضافة إلى ذلك، أوضح المفاوض الروسي أن موسكو سلّمت أوكرانيا قائمة تضم 640 أسير حرب، من المقرر أن يشملهم التبادل في المرحلة الأولى، ومن المنتظر أن تشمل العملية الكاملة إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير من كل طرف، في ما يُعدّ أكبر عملية تبادل من نوعها منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
من نفس التصنيف: انفجار ضخم في مصنع كيماويات بالصين والسلطات تبدأ التحقيقات
قال ميدينسكي: “نحث كييف على الالتزام الصارم بالجدول الزمني المتفق عليه، وتنفيذ التبادل دون تأخير، حفاظًا على حياة الجنود واحترامًا للاتفاقات الموقعة”
غياب الرد الأوكراني رغم إعلان سابق من زيلينسكي
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من الجانب الأوكراني على الاتهامات الروسية
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح في وقت سابق أن عملية التبادل ستُنفذ في نهاية هذا الأسبوع، بينما حددت روسيا يوم السبت أو الأحد أو الاثنين كتواريخ محتملة لبدء التنفيذ.
يرى مراقبون أن تأخير كييف قد يكون مرتبطًا بعوامل لوجستية أو تفاهمات داخلية لم تُحسم بعد، في حين تُصر موسكو على أن التأجيل يمثل إخلالًا باتفاق معلن وتراجعًا غير مبرر.
تبادل الأسرى: اختبار جديد للثقة الهشة
يمثل ملف تبادل الأسرى والجثامين أحد أكثر القضايا الإنسانية حساسية في الصراع الروسي الأوكراني، وهو يُستخدم في كثير من الأحيان كأداة ضغط سياسي بين الطرفين.
يُنتظر أن تكشف الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت عملية التبادل ستُنفذ وفق الجدول المحدد، أم ستتعثر ضمن سلسلة التأجيلات والاتهامات المتبادلة، التي باتت تُميز هذا النزاع المستمر.