حذر لي شوفو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة جيلي، من أن صناعة السيارات العالمية تواجه «فائضاً خطيراً في طاقتها الإنتاجية»، وأكد أن الشركة لن تقوم بإنشاء مصانع جديدة أو توسيع منشآتها الحالية في المستقبل القريب، وهذا يعكس تحولًا جذريًا في استراتيجية واحدة من أبرز شركات صناعة السيارات الصينية بحسب CNN الاقتصادية
.

اقرأ كمان: رئيس الوزراء يعلن عن دعم حكومي بنسبة 60% لمشروعات الإسكان الاجتماعي
جاءت تصريحات لي خلال منتدى لصناعة السيارات عقد اليوم السبت في مدينة تشونغتشينغ وسط الصين، في وقت تشتد فيه المنافسة بشكل غير مسبوق، خاصة داخل السوق الصينية التي تشهد حرب أسعار شرسة دفعت العديد من الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها التوسعية.
ويمثل قرار جيلي بعدم بناء مصانع جديدة تحولاً واضحاً عن النهج التوسعي الذي اشتهرت به المجموعة في العقد الماضي، حين قامت بشراء علامات بارزة مثل فولفو وبروتون، وبدلاً من ذلك أطلق لي حملة منذ العام الماضي لإعادة هيكلة عمليات المجموعة وتقليل التنافس الداخلي بين العلامات التابعة.
إعادة تنظيم العلامات التجارية
حتى الآن، شملت هذه الحملة إعادة تنظيم العلامات التجارية في وحدتين أساسيتين، بالإضافة إلى دمج فرق تطوير تكنولوجيا «الكابينة الرقمية» في محاولة لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وفي خضم هذه التحولات، عرضت جيلي في 7 مايو 2025 شراء وحدة السيارات الكهربائية الفاخرة زيكر (Zeekr) بشكل كامل مقابل 2.2 مليار دولار، في صفقة تهدف إلى دمجها تحت مظلة جيلي أوتو المدرجة في هونج كونج.
مقال له علاقة: الحديد والصلب ترد على شكاوى المساهمين بشأن عدم إدراج 14 مليار في القوائم المالية
لكن هذا العرض أثار غضباً في أوساط خمسة من المستثمرين الأوائل في زيكر، من بينهم شركات ضخمة مثل كاتل (CATL)، وإنتل كابيتال، وبيليبيلي، الذين وجهوا رسائل مشتركة إلى مجلس إدارة زيكر ولجنة تقييم العرض، قالوا فيها إن السعر المطروح لا يعكس القيمة العادلة للوحدة، خاصة أن زيكر أدرجت في بورصة نيويورك قبل عام واحد فقط.
وتملك جيلي أوتو حالياً حوالي ثلثي زيكر، بينما تخضع كل من جيلي أوتو وزيكر للملكية الكاملة للشركة الأم جيلي هولدينج غير المدرجة، التي يرأسها أيضاً لي شوفو.
إشارات إلى إعادة تشكيل أوسع
أثارت صفقة زيكر أيضًا تساؤلات حول مستقبل شركات أخرى تابعة لجيلي، مثل شركة النقل التشاركي كاوكاو التي تستعد للإدراج في هونغ كونغ، بالإضافة إلى مخاوف من احتمال سحب إدراج شركات جيلي الأخرى في الأسواق الأميركية مثل بولستار.
الشركة قالت إن العرض «غير ملزم» حتى الآن، ولن يصبح نهائياً إلا بعد توقيع اتفاقات ملزمة بالشروط المناسبة.
تُعد جيلي، التي لطالما كانت من أبرز رواد التوسع في صناعة السيارات الصينية عالمياً، تعيد اليوم تموضعها ضمن مشهد يتغير سريعًا، بين تحذير من فائض إنتاج عالمي، وانكماش في الإنفاق الرأسمالي، وإعادة هيكلة داخلية، وعروض خصخصة مثيرة للجدل، يبدو أن الشركة تراهن على الكفاءة والاستدامة بدلاً من التوسع العشوائي
.