قبل أيام من اجتماع حاسم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، جدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تأكيد بلاده استعدادها الكامل للتعاون مع الوكالة واستقبال مفتشيها، نافياً في الوقت نفسه أي نية لدى طهران لتصنيع سلاح نووي.

مقال مقترح: ترامب يهاجم بوتين ويهدد بعقوبات جديدة في تصعيد خطير
وخلال لقائه مع وزير خارجية كازاخستان، اليوم السبت، أوضح بزشكيان أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مضيفاً: “نحن نرحب بالتفتيش، وبرنامجنا النووي شفاف وسلمي”
رسالة واضحة: التكنولوجيا النووية حق مشروع
رغم تأكيده على الالتزام بمبدأ الشفافية، انتقد الرئيس الإيراني الضغوط الغربية على بلاده قائلاً: “منع الشعوب من الوصول إلى التكنولوجيا الحيوية أمر غير مقبول”، في إشارة إلى ما تعتبره طهران حقاً مشروعاً في تطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية
وتأتي تصريحات بزشكيان في سياق دبلوماسي حساس، حيث تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعقد اجتماع لمجلس محافظيها في الفترة ما بين 9 إلى 13 يونيو الجاري، وسط توقعات بإصدار قرار يدين إيران بسبب أنشطتها النووية.
مقال مقترح: يائير لابيد يدعو إلى قبول خطة ويتكوف فورًا لإنهاء حرب غزة
مذكرة رسمية: برنامجنا تحت رقابة الوكالة
في هذا الإطار، بعثت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مذكرة رسمية إلى مجلس المحافظين تؤكد فيها أن البرنامج النووي الإيراني مخصص لأغراض سلمية بحتة، وجاء في المذكرة أن عمليات تخصيب وتخزين اليورانيوم تتم تحت إشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تقوم بتفتيش دوري للمواقع النووية الإيرانية.
لكن على الرغم من هذه التأكيدات، لا تزال التوترات قائمة، إذ تتهم الوكالة الذرية إيران بعدم التعاون الكافي، خاصة فيما يتعلق بالإجابة عن تساؤلات بشأن أنشطة غير معلنة في عدد من المواقع.
تقرير سري يثير القلق الدولي
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدرت في 31 مايو تقريراً سرياً كشف عن زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي، وبحسب التقرير، فقد جمعت إيران حتى 17 مايو نحو 408.6 كلغ من هذا النوع من اليورانيوم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تقارب 50% مقارنة بشهر فبراير.
ورغم خطورة هذا الرقم في نظر المجتمع الدولي، إلا أن طهران سارعت إلى وصف التقرير بـ”المسيس”، مؤكدة أنه لا يعكس طبيعة البرنامج النووي الإيراني الحقيقية.
مرحلة حاسمة قادمة
وبين التصعيد الدبلوماسي والاتهامات المتبادلة، يدخل الملف النووي الإيراني مجدداً إلى الواجهة الدولية، وتبقى الأنظار موجهة إلى قرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماعه المرتقب، الذي قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من العلاقة بين طهران والغرب، إما نحو التهدئة والتفاهم أو مزيد من التوتر والمواجهة.