أعلنت وزارة التجارة الصينية أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول وضع حد أدنى لأسعار السيارات الكهربائية المصنعة في الصين قد دخلت “مراحلها النهائية”، ورغم ذلك لا يزال التوصل إلى اتفاق يتطلب مزيداً من الجهد.

مقال مقترح: جهازا مدينتي بدر و6 أكتوبر يزيلان عدة مخالفات بناء لمنع استغلال إجازة العيد
واردات السيارات الكهربائية الصينية
يعمل الجانبان حالياً على صياغة اتفاق، بعدما فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية مرتفعة على واردات السيارات الكهربائية الصينية خلال العام الماضي، مدعياً أن بكين قدمت دعماً حكومياً منح هذه السيارات ميزة غير عادلة.
وشهدت المفاوضات “تقدماً كبيراً، وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو تسوية مناسبة”، وذلك عقب اجتماع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش في فرنسا في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً لمصادر في وزارة التجارة الصينية، بحسب الشرق بلومبرج.
أفاد البيان بأن الجانبين قد وجها فرق العمل التابعة لهما إلى تكثيف الجهود من أجل حل الخلافات التجارية بما يتماشى مع القوانين الوطنية وقواعد منظمة التجارة العالمية.
تصدير المعادن النادرة إلى أوروبا
ووافقت الصين على تسريع الموافقات اللازمة لمصدري المعادن الأرضية النادرة المؤهلين إلى أوروبا، وفي المقابل، أعربت الدولة الآسيوية عن أملها في أن يعمل الاتحاد الأوروبي على تسهيل وتعزيز صادرات المنتجات عالية التقنية إلى السوق الصينية.
تصدير المعادن النادرة إلى أمريكا
وقالت الصين إنها منحت موافقات لبعض طلبات تصدير المعادن النادرة، في خطوة قد تسهم في تهدئة التوترات قبل مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الحالي.
وأكدت وزارة التجارة الصينية الموافقة على بعض طلبات التصدير دون تحديد البلدان أو الصناعات المشمولة، مع الإشارة إلى تنامي الطلب على هذه المعادن في مجالات الروبوتات والمركبات الكهربائية.
وأضافت الوزارة، في بيان صادر السبت، أنها ستواصل مراجعة طلبات التصدير المطابقة للمعايير والموافقة عليها.
اقرأ كمان: استقرار سعر الذهب في بداية تعاملات الإثنين 2 يونيو 2025.. كم سعر عيار 18 اليوم؟
ويأتي هذا التأكيد بعد أيام من محادثة هاتفية بين الرئيسين الأميركي والصيني، أعقبها تصريح لدونالد ترمب قال فيه إنه “لم يعد ينبغي أن تكون هناك أي تساؤلات بشأن تعقيد منتجات المعادن النادرة”.
ومن المقرر أن تلتقي الوفود الصينية والأميركية في المملكة المتحدة الإثنين لإجراء مفاوضات تجارية.
وكانت الصين منحت تراخيص تصدير مؤقتة لموردي المعادن النادرة إلى أكبر ثلاث شركات صناعة سيارات أميركية، بحسب “رويترز”.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية في وقت سابق من السبت أنها ستسرّع إجراءات الموافقة للمصدرين المؤهلين من المعادن النادرة إلى أوروبا.
المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الجمعة، أن جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستُعقد يوم الإثنين المقبل في العاصمة البريطانية لندن، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق ينهي التوتر المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب التعرفات الجمركية.
وأوضح ترامب في منشور على منصته “تروث سوشال” أن الوفد الأمريكي سيضم كبار المسؤولين الاقتصاديين في إدارته، وهم: وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاورد لوتنيك، وممثل التجارة جايمسيون غرير، وأضاف: “ينبغي أن يتم هذا الاجتماع على نحو جيد جداً”، في إشارة إلى تفاؤله بنتائج المباحثات المقبلة
تواصل مباشر مع بكين
ويأتي الإعلان عن الجولة الجديدة بعد يوم من محادثة هاتفية أجراها ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في خطوة تعكس استمرار الجهود الثنائية رغم التوترات التي تخللت العلاقات التجارية خلال الأشهر الماضية.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد عُقدت الشهر الماضي في جنيف، حيث تم التوصل إلى خفض مؤقت في الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين.
تصاعد متبادل في الرسوم الجمركية
تسببت الحرب التجارية، التي أطلقها ترامب خلال ولايته، في فرض رسوم جمركية حادة على البضائع الصينية، بلغت في بعض الحالات 145% في شهر أبريل الماضي، وفي المقابل، ردت الصين بإجراءات مضادة رفعت الرسوم إلى 125% على المنتجات الأمريكية.
وأسفر لقاء جنيف عن تهدئة مؤقتة، خفضت خلالها واشنطن رسومها إلى 30% مقابل 10% من الجانب الصيني، ومع ذلك، يتوقع أن تنتهي هذه الهدنة مطلع أغسطس، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في اجتماع لندن.
خلافات مستمرة رغم التفاوض
على الرغم من محاولات التهدئة، لا تزال الخلافات العميقة قائمة، فقد اتهم ترامب، الأسبوع الماضي، الصين بانتهاك الاتفاق المؤقت المبرم في جنيف، ما يعكس هشاشة التفاهمات الحالية وحجم التحديات التي تواجه الطرفين في طريق التوصل إلى اتفاق دائم.
ومن المتوقع أن يشكل اجتماع لندن محطة مفصلية في مسار العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء الهدنة الجمركية، وعودة المخاوف من تصعيد جديد قد ينعكس على الأسواق العالمية.