كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلاً عن المستشار السياسي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف بانون، عن حادثة غير مسبوقة وقعت داخل أروقة البيت الأبيض في أبريل الماضي، تمثلت في اشتباك جسدي بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ورجل الأعمال المثير للجدل إيلون ماسك.

مواضيع مشابهة: “القسام” تعرض لقطات لعملية مميزة ضد القوات الإسرائيلية في بيت لاهيا
تسلط الواقعة، التي ظلت طيّ الكتمان لأسابيع، الضوء على حجم التوتر والانقسامات داخل الدائرة المقربة من ترامب، خصوصًا مع تصاعد خلافاته مع ماسك، الذي كان حتى وقت قريب يدير الكفاءة الحكومية الأمريكية ضمن الإدارة الجمهورية.
مواضيع مشابهة: موسكو تنهي الدورة الـ13 للاجتماع الدولي للأمن بمشاركة 126 وفدًا
خلافات متصاعدة تنتهي بتبادل اللكمات
وفقًا للمعلومات التي نقلتها الصحيفة عن بانون، فإن العلاقة بين ماسك وبيسنت شهدت تدهورًا حادًا نتيجة خلافات أيديولوجية وإدارية، أبرزها كان حول آلية اختيار مفوض جديد لدائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة، وهي المسألة التي فجّرت توترًا تطور إلى اشتباك بالأيدي بين الطرفين.
بدأت المشادة بعد خروج الرجلين من المكتب البيضاوي، حيث أيّد ترامب بيسنت في قراره، الأمر الذي أغضب ماسك ودفعه للاشتباك كلاميًا مع الوزير، ومع تصاعد التوتر، قام ماسك بدفع كتفه في صدر بيسنت، الذي رد بلكمة قوية، ووصف ماسك بـ”المحتال”، بحسب الصحيفة.
تدخل عدد من الموظفين والمسؤولين لفض الشجار، فيما علّق ترامب على الحادثة لاحقًا قائلاً: “هذا كثير جدًا”، مما يعكس حجم الفوضى التي سادت لحظتها في البيت الأبيض
انحدار العلاقة بين ماسك وترامب
وأفادت واشنطن بوست أن ماسك، رغم قربه في مراحل سابقة من إدارة ترامب، أصبح يمثل مصدر توتر داخلها بسبب ما وصفته الصحيفة بـ”تكتيكاته الوحشية ونقص الحنكة السياسية”، بالإضافة إلى مواقفه التي باتت تتعارض مع قاعدة “اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” التي يتبناها ترامب.
لجأ ماسك إلى منصته “إكس” في 2 أبريل للتعبير عن استيائه من خطط ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، مما أثار المزيد من الاستياء داخل الإدارة، رغم أن ترامب ونائبه ستيفن ميلر ظلا إلى جانبه في بعض الملفات.
الانقسام والتوتر داخل إدارة ترامب
تسلط هذه الحادثة الضوء على حجم الانقسام والتوتر داخل إدارة ترامب، حتى بين كبار مسؤوليها، فبينما يسعى ترامب لفرض رؤيته الاقتصادية، تتكشف صراعات علنية ومحرجة بين شخصيات بارزة كان يُفترض بها أن تقود المؤسسات التنفيذية بتناغم.
يأتي هذا في وقت يستعد فيه ترامب لمحاولة العودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، وسط تساؤلات حول قدرته على ضبط فريقه وإدارة التوترات الداخلية التي باتت تظهر إلى العلن.
بانون يكشف الكواليس.. وترامب يحاول امتصاص العاصفة
نقل المستشار السابق ستيف بانون، الذي كان شاهدًا على تطورات الخلاف، تفاصيل الحادثة للصحيفة، مرجحًا أن يكون الحادث بداية تصدع كبير داخل الفريق المقرب من ترامب، لا سيما مع تزايد الانتقادات لطريقة تعامله مع الأصوات المعارضة من داخل إدارته.