أعلن باحثون من الولايات المتحدة وهولندا عن تقدم علمي ملحوظ في مجال التنبؤ بالأعاصير والعواصف باستخدام تقنيات متطورة، حيث أصبحت هذه التكنولوجيا قادرة على توفير تحذيرات مبكرة بدقة وسرعة تفوق الأنظمة التقليدية الحالية.

اقرأ كمان: الرئيس الأرجنتيني يحصل على “جائزة جينيسيس” في الكنيست الإسرائيلي في 11 يونيو
تأتي هذه النتائج من تعاون بين فريقين بحثيين مع شركات تكنولوجيا رائدة مثل مايكروسوفت وغوغل، وتم عرضها في ورقة بحثية حديثة في مجلة نيتشر العلمية المرموقة.
تقنية أوروا.
“أوروا” من مايكروسوفت: دقة أعلى وتكاليف أقل
في مثال بارز على هذه الثورة التكنولوجية، طورت شركة مايكروسوفت نموذج ذكاء اصطناعي يُدعى “أوروا” (Aurora)، الذي يتمتع بقدرة على التنبؤ بشكل أدق بدرجات جودة الهواء، وأمواج المحيط، ومسارات الأعاصير المدارية.
وفقًا للباحثين في الشركة، فإن “أوروا” لا يتفوق فقط في دقة التنبؤ، بل يستخدم أنظمة حوسبة أقل تكلفة مقارنة بالنماذج التشغيلية التقليدية.
ممكن يعجبك: روسيا تكشف كواليس مكالمة بوتين وترامب من غرفة مدرسة موسيقى وتحت رقابة مشددة
تم تدريب النموذج على أكثر من مليون ساعة من البيانات الجيوفيزيائية المتنوعة، التي تشمل أنماط الطقس والمناخ والبيانات البيئية التاريخية.
تقول مايكروسوفت إن هذا الكم الهائل من البيانات مكن “أوروا” من إجراء سلسلة طويلة من التحليلات الاسترجاعية (reanalyses) وإنتاج توقعات دقيقة لمجموعة واسعة من الظواهر الجوية والمناخية، وليس فقط الأعاصير.
تقنية أوروا.
نموذج أسرع بـ10 مرات
وفي نفس السياق، طور فريق بحثي من جامعة أوكلاهوما والإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) نموذجًا آخر باستخدام أدوات من شركة غوغل ديب مايند (Google DeepMind).
النموذج الجديد الذي أُطلق عليه اسم “W.O.F.S.Cast”، يعتمد على بيانات نظام التحذير والتوقع التابع للإدارة الأميركية، مما يتيح استخراج توقعات عالية الدقة بشأن تطور الأعاصير في زمن لا يتجاوز الثواني، مقارنة بعدة دقائق أو ساعات في النماذج التقليدية.
وبحسب الباحثين، فإن النموذج أظهر دقة مذهلة في التنبؤ بتحركات العواصف، حيث تطابقت التوقعات بنسبة تتراوح بين 70% إلى 80% مع نتائج النماذج الكلاسيكية، وعلى مدى زمني يصل إلى ساعتين قبل وقوع الحدث المناخي.
قفزة نوعية في إدارة الكوارث والتأهب المناخي
كما يؤكد الخبراء أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأعاصير والعواصف لا يمثل مجرد تحسين تقني، بل يعد تحولًا جذريًا في آليات التعامل مع الكوارث الطبيعية، إذ أن تقليص زمن التنبؤ من دقائق إلى ثوان، وزيادة نسبة الدقة، من شأنه أن يُحدث فرقًا كبيرًا في القدرة على إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر المادية.
ويضيف الباحثون أن التطبيقات المحتملة لهذه النماذج تمتد لتشمل مجالات أوسع مثل الأمن الغذائي، وإدارة الموارد المائية، وتحليل تأثيرات تغير المناخ مستقبلاً.