من نجوم تلفزيون الواقع، إلى مشرّعين سابقين، إلى رجال شرطة ورجال أعمال متهمين بالفساد وحتى زعيم عصابة مخدرات، جميعهم حصلوا على عفو رئاسي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

مقال مقترح: “دي فانس يأمل في عودة إيلون ماسك إلى الحزب الجمهوري بعد خلافه مع ترامب”
منذ توليه منصبه في يناير، استخدم ترامب سلطته الدستورية لمنح العفو بشكل أثار تساؤلات واسعة، حيث اتهمه خبراء قانونيون ونقاد بأنه يستغل هذه الصلاحية كمكافأة للموالين والداعمين، سواء كانوا سياسيين أو ماليين.
عفو سياسي أم صفقة شخصية؟
يقول كيرميت روزفلت، أستاذ القانون في جامعة بنسلفانيا، إن “سلطة العفو لطالما كانت إشكالية، لأنها سلطة مطلقة لا تخضع لأي رقابة”، ويضيف أن “الرؤساء السابقين استخدموها أحياناً بطرق أثارت الجدل، لكن ما يفعله ترامب هو شيء مختلف: استخدام واسع ومكثف، دون أي شعور بالخجل أو الحرج”
وأشار روزفلت إلى أن بعض قرارات العفو التي أصدرها ترامب تبدو وكأنها مقابل تبرعات مالية أو دعم سياسي، وهو ما يثير الشبهات حول دوافعها.
تبرعات وعفو متزامن
من بين من حصلوا على عفو، بول فالتشاك، مدير دار رعاية صحية أُدين بجرائم ضريبية، وكانت والدته من بين الحاضرين لحفل عشاء جمع تبرعات في مقر إقامة ترامب في مارالاغو، حيث بلغ سعر المقعد الواحد مليون دولار.
من نفس التصنيف: حرب غزة تترك أثرها النفسي مع تسجيل 35 حالة انتحار بين جنود إسرائيل منذ اندلاعها
كذلك حصل نجما تلفزيون الواقع تود وجولي كريسلي على العفو بعد إدانتهما بالاحتيال المصرفي والتهرب الضريبي، وتُعد ابنتهما، سافانا كريسلي، من أبرز المؤيدين لترامب، وقد ألقت خطابًا خلال المؤتمر الوطني الجمهوري الأخير.
وحصل أكثر من نصف دزينة من المشرعين الجمهوريين السابقين، المدانين في قضايا فساد مختلفة، على عفو رئاسي أيضًا، إضافة إلى شريف من ولاية فيرجينيا كان قد حُكم عليه بالسجن 10 سنوات بعد تلقيه 75 ألف دولار كرشاوى.
العفو عن مثيري الشغب وزعيم “طريق الحرير”
في أول يوم من ولايته الجديدة، أصدر ترامب عفوًا عن أكثر من 1500 من مؤيديه الذين اقتحموا مبنى الكونغرس في 6 يناير 2021، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وفي اليوم التالي، أصدر عفواً عن روس أولبريخت، الذي كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد بتهمة إدارة منصة “سيلك رود” الإلكترونية لتجارة المخدرات بملايين الدولارات
برّرت إدارة ترامب تلك القرارات بأنها تصب في إطار ممارسة السلطة الرئاسية، لكن منتقدين يرون فيها ممارسات سياسية فاضحة
.
من جهتها، قالت المحامية السابقة والمدرسة الحالية في جامعة ميشيغان، باربرا مكوايد، إن ترامب ليس أول رئيس يُتّهم “بالسماح لعوامل غير لائقة بالتأثير على قرارات العفو”.
وكتب النائب الديمقراطي جيمي راسكن رسالة إلى إد مارتن، محامي العفو في وزارة العدل الأميركية، يسأله عن المعايير المستخدمة في هذه القرارات، قائلاً: “يبدو على الأقل أنكم تستخدمون مكتب محامي العفو لتوزيع قرارات العفو كجوائز للموالين والداعمين الماليين للرئيس”
من جهته، لم يُخفِ مارتن الطابع الحزبي في عمله، مغردًا بعد عفو الشريف المدان: “لا أحد من مؤيدي MAGA يُترك خلفه”، في إشارة إلى شعار حملة ترامب “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”
وفي تعليق لصحيفة نيويورك تايمز، قال أستاذ القانون لي كوفارسكي من جامعة تكساس إن ما يحدث “يفتح جبهة مقلقة في سلطات الرئيس: عفو قائم على الزبائنية السياسية”
وأضاف: “من خلال تخفيف العقوبات على الجرائم، يقدّم ترامب التزامًا علنيًا بمكافأة الولاء، بغض النظر عن مدى إجراميته”