أفاد مسؤولون أمريكيون لوكالة “رويترز” بأن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيّرة الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي لم يكن بعد جديًا، ويُحتمل أن يكون ضربة كبيرة ومتعددة الأبعاد.

مواضيع مشابهة: الأميرال براد كوبر مرشح ترامب لقيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط
وأشار أحد المصادر إلى أن توقيت الرد الروسي لا يزال غير محدد، لكنه متوقع في الأيام القليلة القادمة.
شوف كمان: غارات إسرائيلية قوية تضرب الضاحية الجنوبية لبيروت في ظل تصعيد خطير
الضربة الروسية المرتقبة
وأكد مسؤول أمريكي آخر أن الضربة الروسية المرتقبة من المتوقع أن تشمل استخدام وسائل هجومية متنوعة مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتهما، موضحين أنهما لم يتلقيا تفاصيل حول أهداف الهجوم الروسي المحتمل، كما امتنعا عن مناقشة الجوانب المخابراتية.
وقال أحدهما إن الضربة الروسية ستكون “غير متماثلة”، مما يعني أن طبيعتها وأهدافها ستختلف عن الهجوم الأوكراني الذي استهدف الطائرات الروسية الأسبوع الماضي.
ومنذ يوم الجمعة، تشن روسيا هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تلك الضربات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى مرتبطة بها، وذلك ردًا على ما وصفته “بالأعمال الإرهابية” الأوكرانية ضد أراضيها.
ويعتقد المسؤولان الأمريكيان أن الرد الروسي الكامل لم يحدث بعد.
قبل يومين، قصفت روسيا تسع مناطق أوكرانية بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة في هجوم اعتبرته موسكو ردًا على عملية “شبكة العنكبوت” التي نفذتها كييف.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أوكرانيا منحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سببًا لمواصلة قصفها بشدة، في إشارة إلى الهجمات التي شنتها كييف على مطارات روسية.
عملية “شبكة العنكبوت”
في الأول من يونيو 2025، نفذت أوكرانيا هجومًا واسع النطاق باستخدام 117 طائرة مسيّرة، أُطلق عليه اسم “شبكة العنكبوت”، حيث استهدف خمسة قواعد جوية روسية، بما في ذلك قواعد في مناطق أولينيا ودياغيليفو وإيفانوفو وبلايا وأوكرينكا.
وقد أسفر هذا الهجوم عن تدمير أو تضرر ما يصل إلى 20 طائرة حربية روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية وطائرات استطلاع، وفقًا لتقديرات أمريكية، وكانت العملية رمزية وقوية، حيث استهدفت قلب القوة الجوية الروسية داخل أراضيها.
من جانبه، قال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون الروسية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن روسيا قد تسعى لمعاقبة جهاز الأمن الأوكراني على دوره في الهجوم، وقد تستخدم صواريخ باليستية متوسطة المدى في هذا السياق.
ومع ذلك، أشار كوفمان إلى أن قدرة روسيا على تصعيد الضربات بشكل كبير محدودة، نظرًا لاستنزاف مواردها العسكرية في الحرب المستمرة.
الآثار النفسية والاستراتيجية:
لقد أحدث الهجوم الأوكراني تأثيرًا نفسيًا كبيرًا داخل روسيا، حيث أظهرت التقارير أن الطائرات المستهدفة كانت جزءًا من القوة النووية الروسية، مما يبرز أهمية الهجوم، ورغم أن روسيا نفت تدمير أي طائرات، إلا أن الخبراء العسكريين يشيرون إلى أن الأضرار كانت جسيمة، وأن استعادة هذه الطائرات قد تستغرق سنوات.
بينما لم يُنفذ الرد الروسي الكامل بعد، تشير التوقعات إلى أنه سيكون ضربة شديدة ومتنوعة، تهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى أوكرانيا والمجتمع الدولي، الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، وتستعد لتقديم الدعم لأوكرانيا في مواجهة التصعيد المحتمل.