أعلنت أوكرانيا، اليوم الأحد، أن عملية تبادل الأسرى وجثامين الجنود القتلى، التي كان من المقرر تنفيذها خلال عطلة نهاية الأسبوع، ستجرى الأسبوع المقبل بعد أن تم تأجيلها بسبب خلافات حول تنفيذ الاتفاقات، وأوضح رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، أن الترتيبات تسير نحو تنفيذ العملية قريباً، مشيراً إلى أن “بدء عمليات الإعادة يُتوقع بناءً على نتائج مفاوضات إسطنبول الأسبوع المقبل، وكل شيء يسير كما هو متوقع”، واتهم بودانوف موسكو بـ”ممارسة لعبة إعلامية غير نزيهة”، في إشارة إلى محاولات روسية – بحسب قوله – لتوجيه الرأي العام وتحميل كييف مسؤولية التأخير.

مقال مقترح: أمريكا تشهد اضطرابات ووزير الدفاع يصف حاكم كاليفورنيا بالمجنون
مفاوضات إسطنبول: وثائق ومقترحات متبادلة
جاءت هذه التصريحات عقب الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني، التي انعقدت في الثاني من يونيو بمدينة إسطنبول، وخلال اللقاء، تبادل الطرفان وثائق رسمية تعكس رؤيتهما الخاصة بشأن تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، وأكد رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، أن بلاده سلّمت الجانب الأوكراني مذكرة مقترحات مفصلة تتضمن قسمين، تُعنى بالتنسيق الإنساني والميداني في مناطق النزاع.
تبادل شامل ووقف مؤقت لإطلاق النار
كجزء من التفاهمات الأولية، وافقت موسكو على تسليم جثامين 6,000 جندي أوكراني من جانب واحد، في خطوة وصفت بأنها “مبادرة إنسانية تهدف إلى تهدئة التوتر”، كما تم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، يشمل المرضى والشباب دون سن 25، على أن يتم تبادل ما لا يقل عن 1000 أسير من كل جانب بصيغة “الكل مقابل الكل”، وبالإضافة إلى ذلك، اقترحت روسيا وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين إلى ثلاثة أيام على محاور محددة من الجبهة، لتمكين تنفيذ التبادل ونقل الجثامين بشكل آمن.
مواضيع مشابهة: ترامب يهاجم بوتين ويهدد بعقوبات جديدة في تصعيد خطير
مصير الأطفال المفقودين: ملف إنساني ضاغط
ومن الملفات الحساسة التي أثيرت خلال المحادثات، قدم الجانب الروسي قائمة تضم 339 طفلاً فقدوا الاتصال بذويهم، ويفترض أنهم موجودون داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية، ورغم التقدم في هذا الملف، لا تزال آلية تسليم الأطفال أو إعادة لمّ شملهم بعائلاتهم بحاجة إلى خطوات تنفيذية على الأرض، وسط ضغوط دولية متزايدة على موسكو لمعالجة هذا الملف الإنساني.
مشهد معقد وتفاؤل حذر
ورغم تبادل الاتهامات بين الجانبين، تبقى التحركات الدبلوماسية الأخيرة مؤشراً على وجود مساحة – ولو ضيقة – للتهدئة الإنسانية، ويرى المراقبون أن نجاح عملية التبادل المزمع تنفيذها الأسبوع المقبل قد يفتح الباب أمام جولات أوسع من التفاوض، وربما يؤدي إلى انفراجة مرحلية في ظل الجمود العسكري والمعاناة الإنسانية المتفاقمة.