رئيسة المكسيك تؤكد لواشنطن: مهاجرونا ليسوا مجرمين بل يساهمون في بناء اقتصاد أمريكا

في تصريح قوي ومؤثر، دعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، السلطات الأمريكية إلى التوقف عن معاملة مواطنيها وكأنهم “مجرمون”، وذلك بعد تنفيذ عمليات دهم أثارت موجة احتجاجات واسعة في مدينة لوس أنجلوس.

رئيسة المكسيك تؤكد لواشنطن: مهاجرونا ليسوا مجرمين بل يساهمون في بناء اقتصاد أمريكا
رئيسة المكسيك تؤكد لواشنطن: مهاجرونا ليسوا مجرمين بل يساهمون في بناء اقتصاد أمريكا

جاء ذلك بعد توقيف 35 مواطنًا مكسيكيًا ضمن حملات مداهمة شنتها السلطات الأمريكية لتنفيذ قوانين الهجرة، مما أدى إلى حالة من الغضب والتوتر في أوساط الجالية اللاتينية والحقوقيين.

وقالت شينباوم بوضوح: “المكسيكيون الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم رجال ونساء نزيهون يسعون للحصول على حياة أفضل وتأمين احتياجات عائلاتهم، هم ليسوا مجرمين”، في رسالة موجهة إلى صناع القرار الأمريكيين، داعية إلى مراجعة الطريقة التي تُعالج بها قضية الهجرة في البلاد

[[system-coautoads]].

ركيزة من ركائز الاقتصاد الأمريكي

وفي لهجة تذكّر بأهمية المهاجرين في المنظومة الاقتصادية الأمريكية، أكدت رئيسة المكسيك أن المهاجرين “يدعمون أيضا اقتصاد الولايات المتحدة”، معتبرة أن مساهماتهم الفعلية في سوق العمل والأنشطة الاقتصادية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها.

كما شددت على أن معالجة الهجرة لا يمكن أن تتم عبر “عمليات دهم أو العنف”، بل عبر مقاربات إنسانية تحفظ الحقوق وتراعي الكرامة.

الدبلوماسية المكسيكية تتحرك لحماية مواطنيها

شينباوم أوضحت أن البعثة الدبلوماسية المكسيكية في الولايات المتحدة تتواصل بشكل مباشر مع المواطنين الـ35 المحتجزين، في خطوة تؤكد حرص الحكومة المكسيكية على متابعة أوضاع رعاياها وتقديم الدعم القانوني والإنساني لهم.

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الانتقادات للسياسات الأمريكية تجاه المهاجرين، لا سيما بعد تصعيد الإجراءات الأمنية التي ترافقت مع إرسال قوات من الحرس الوطني الأمريكي إلى لوس أنجلوس.

احتجاجات شعبية وتنديد حقوقي

وتشهد لوس أنجلوس منذ أيام موجة متواصلة من التظاهرات، حيث خرج آلاف المتظاهرين للتنديد بما وصفوه بـ”الترحيل القسري” و”المعاملة غير الإنسانية” للمهاجرين.

ورافقت الاحتجاجات انتقادات شديدة من منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرت أن الممارسات الأمريكية “لا تحترم الكرامة الإنسانية”، وتخالف المواثيق الدولية التي تضمن حق الإنسان في التنقل والعيش الآمن.

تصعيد سياسي وأزمة مستمرة

يأتي هذا التصعيد في سياق توتر مستمر بين المكسيك والولايات المتحدة بشأن ملف الهجرة، حيث تزداد حدة الضغوط الداخلية على الإدارات السياسية الأمريكية مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، فيما تؤكد القيادة المكسيكية أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث لمواطنيها في الجارة الشمالية.

وفي الختام، وجهت شينباوم رسالة واضحة مفادها أن “كرامة الإنسان لا تُرهن بجواز سفره”، مشددة على ضرورة تبني نهج أكثر عدالة وإنسانية في التعامل مع المهاجرين، ووقف الحملات التي تزرع الخوف وتقوّض أسس العدالة.