في تقرير حديث، توقعت مؤسسة “مورجان ستانلي” تراجعًا حادًا في قيمة الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل مؤشرات متزايدة على تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وغياب التناغم بين السياسات المالية والنقدية داخل الولايات المتحدة.

مقال مقترح: أسواق النفط تواجه تحديات عدم اليقين في 2025 وفقاً لأوابك
ويأتي هذا التوقع في توقيت بالغ الحساسية للاقتصاد العالمي، الذي يعيش حالة من التوتر تحت وطأة التوترات التجارية والصراعات الجيوسياسية.
وقد علق الباحث الاقتصادي محمد محمود عبد الرحيم، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، على تلك التوقعات مؤكدًا أن العالم يشهد حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار، تُعززها سياسات غير متزنة تصدر من صانعي القرار في واشنطن، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
صدامية السياسات تضعف الثقة في الدولار
وقال عبد الرحيم في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، حتى الآن لا توجد سياسة اقتصادية واضحة يمكن التنبؤ بها من إدارة ترامب، ما نشهده هو صدامية حادة وعدم اتزان في ردود الأفعال، وهو ما يؤدي إلى اضطراب في الأسواق وتآكل الثقة في العملة الأمريكية.
وأضاف أن أحد أبرز تجليات هذا الاضطراب يتمثل في غياب التنسيق بين السياسة المالية التي يقودها البيت الأبيض والسياسة النقدية التي يديرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا.
اقرأ كمان: 10 آلاف مواطن يسددون جدية الحجز في سكن لكل المصريين 7 عبر صندوق الإسكان الاجتماعي
خفض الفائدة.. بين ترامب وباول
وأوضح الباحث الاقتصادي، أن خفض سعر الفائدة قد يُفقد أدوات الدين الأمريكية جاذبيتها لدى المستثمرين، رغم كونه مفيدًا للدورة الاقتصادية، لكن الانقسام بين ترامب ورئيس الفيدرالي جيروم باول حول جدوى هذا الخيار يزيد من حدة الأزمة.
خفض الدولار.. سلاح ذو حدين
ويشير عبد الرحيم إلى أن تراجع الدولار يحمل تأثيرات مزدوجة، فعلى المدى القصير، قد تستفيد الصادرات الأمريكية من ضعف الدولار، كما قد تحصل الاقتصادات الناشئة المثقلة بالديون الدولارية على فرصة للتنفس، لكن بالمقابل، فإن الدول التي تعتمد على التصدير للسوق الأمريكي ستتضرر، إضافة إلى احتمالات ارتفاع التضخم وزيادة معدلات البطالة داخل الولايات المتحدة نفسها.
أزمة عالمية مفتوحة على كافة الاحتمالات
وحذّر عبد الرحيم من أن استمرار تلك السياسات العشوائية قد يؤدي إلى موجات اضطراب في أسعار السلع الاستراتيجية وأسواق المال، قائلاً: “في ظل زيادة التوترات الجيوسياسية وتصاعد النزاعات دون أي رغبة حقيقية في التهدئة، تبدو الولايات المتحدة كما لو أنها تقود العالم نحو المجهول وبقوة”