اندلعت المظاهرات أواخر الأسبوع الماضي في مدينة لوس أنجلوس ومدن مجاورة، وذلك احتجاجاً على عمليات الإنفاذ التي قامت بها السلطات الفيدرالية في المنطقة.

مقال مقترح: شمال القطاع يشهد الإبادة و20 إصابة بنيران الاحتلال خلال توزيع المساعدات
وبحسب وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، أسفرت عمليات وكالة الهجرة والجمارك (ICE) في المدينة خلال الأسبوع الماضي عن اعتقال 118 مهاجراً.
احتجاجات لوس أنجلوس.
مداهمات ومواجهات في مواقع متعددة
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” أن عناصر الهجرة والجمارك نفذوا أوامر تفتيش في عدة مواقع، منها مستودع للملابس، حيث وقعت مواجهة متوترة مع المتظاهرين ورغم أن شرطة لوس أنجلوس وصفت المظاهرات بأنها بدأت بشكل سلمي، فإن بعض التجمعات تحولت لاحقاً إلى مواجهات عنيفة، استخدمت خلالها السلطات الفيدرالية قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، إضافة إلى ذخيرة غير قاتلة.
حصار مبنى فيدرالي وتدخل متأخر للشرطة
وذكر موقع “أكسيوس” أن القائم بأعمال مدير وكالة الهجرة والجمارك، تود ليونز، صرح بأن أكثر من 1000 شخص حاصروا مبنى فيدرالياً في لوس أنجلوس، واستغرق تدخل شرطة المدينة حوالي ساعتين.
من جانبها، أكدت شرطة لوس أنجلوس أنها تحركت “بأقصى سرعة ممكنة بما تتيحه ظروف السلامة”، مضيفة أن المواد الكيميائية التي استخدمها العملاء الفيدراليون خلقت “بيئة خطيرة” لعناصر الشرطة.
الغاز والدخان يطغيان على الاحتجاج
في مدينة باراماونت ذات الغالبية اللاتينية جنوب لوس أنجلوس، استخدمت الشرطة يوم السبت الغاز المسيل للدموع والدخان بكثافة، بحسب تقارير الشرطة المحلية.
وقالت النائبة الديمقراطية نانيت باراجان، التي تمثل المنطقة، في مقابلة مع شبكة CNN، إن المظاهرة اندلعت بسبب مخاوف السكان من استهداف العمال اليوميين من قبل عناصر الهجرة بالقرب من متجر “هوم ديبو” وأفادت شرطة لوس أنجلوس بأن “المتظاهرين أصبحوا أكثر عدوانية، وقام بعضهم برمي أشياء وأظهروا سلوكاً عنيفاً تجاه العناصر الفيدرالية ورجال الشرطة”.
احتجاجات لوس أنجلوس.
استمرار الحملات وتصريحات مثيرة للجدل
وأشارت النائبة باراجان إلى أنها تلقت معلومات بأن عمليات ICE ستستمر لمدة 30 يوماً، مضيفة: “في السابق كانت الحملات تستهدف مجرمين فقط، أما الآن فالوضع مختلف تماماً”
في المقابل، قال توم هومان، المسؤول السابق في إدارة ترمب، في تصريحات لشبكة NBC News، إن عمليات إنفاذ قوانين الهجرة “ستستمر يومياً”، محذراً من إمكانية اعتقال حاكم كاليفورنيا أو عمدة لوس أنجلوس إذا ما قاما بعرقلة مهام السلطات الفيدرالية.
تلويح باستخدام المارينز: هل يصبح الأمر عسكرياً؟
من جهته، أشار وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، يوم السبت إلى احتمال تعبئة قوات مشاة البحرية (المارينز) من قاعدة “كامب بندلتون” إذا استمرت أعمال العنف كما وصف حاكم كاليفورنيا هذا الطرح بأنه “مختل”، فيما اعتبر رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، أن مجرد التلميح لاستخدام المارينز “قد يكون له تأثير رادع”.
مقال مقترح: إسرائيل تلوح بضم أجزاء من الضفة الغربية في حال اعتراف أوروبا بالدولة الفلسطينية
وفي تصريحات متباينة من الحزب الجمهوري، قال السيناتور رون جونسون إنه لا يرى تدخلاً عسكرياً ضرورياً، بينما أشار السيناتور جيمس لانكفورد إلى أن دور المارينز قد يكون “دعوماً وليس تنفيذياً”، كما هو الحال في دعم حرس الحدود.
ؤ.
حاكم كاليفورنيا يرفض التدخل الفيدرالي
وفي رد صارم، وصف حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم نشر الحرس الوطني بأنه “غير قانوني”، ووجّه رسالة إلى وزير الدفاع يطالبه بالتراجع، محذراً من أن الخطوة تمت دون تنسيق مع سلطات الولاية.
وقال مكتب نيوسوم إن التدخل الفيدرالي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، مضيفاً: “لا توجد حالياً أي حاجة لنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس، والقيام بذلك بطريقة غير قانونية ولفترة طويلة هو انتهاك خطير لسيادة الولاية، ويبدو أنه مصمم عمداً لتأجيج الوضع”
احتجاجات لوس أنجلوس.
“تصعيد فوضوي”
ووصفت عمدة لوس أنجلوس، الديمقراطية كارين باس، في بيان لها نشر الحرس الوطني بأنه “تصعيد فوضوي”، مشيرة إلى أن الخوف ينتشر في مجتمعات المدينة، ويعرّض أحيائها للخطر وأضافت: “هذا هو آخر ما تحتاجه مدينتنا في هذه اللحظة، وأدعو جميع المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية احتجاجاتهم”
كما شددت النائبة نانيت باراجان على رفضها للتصعيد من إدارة ترمب، قائلة: “لم نطلب المساعدة، ولسنا بحاجة إليها، هذا تصعيد غير ضروري يؤدي إلى زيادة التوتر داخل مجتمعاتنا”