يستعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ()، مارك روته، لإلقاء خطاب مهم في لندن اليوم الاثنين، حيث سيتناول فيه ضرورة تعزيز قدرات التحالف العسكري الدفاعية، خاصة في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي، بنسبة قد تصل إلى 400%، مما يعكس التحديات المتزايدة التي تواجهها الدول الأعضاء في ظل الوضع الأمني الراهن.

اقرأ كمان: البابا ليو الرابع عشر تحت الأضواء السياسية: هل يميل للجمهورية أم يتجاوز الأحزاب؟
يأتي هذا التحرك في سياق التحضيرات لقمة الناتو التي ستعقد في لاهاي أواخر يونيو، حيث سيتم مناقشة أولويات تعزيز الأمن المشترك بين الدول الأعضاء، بما يسهم في تحسين استجابة الحلف للتحديات المتزايدة.
في خطابه المقرر في مركز تشاتام هاوس البحثي، سيطالب روته الدول الأعضاء بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تخصيص 1.5% إضافية لتغطية النفقات الأمنية الأوسع، مما يعكس الحاجة الملحة لتطوير القدرات الدفاعية في مواجهة التهديدات الحالية.
يستند هذا الطلب إلى دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحديد هدف إجمالي يصل إلى 5%، وهو ما يُتوقع أن يُناقش ويُتفق عليه خلال قمة يونيو المقبلة، مما يعكس التوجه الجديد في سياسة الدفاع المشترك.
تعزيز الردع في مواجهة التهديدات الروسية
يقول روته في مقتطفات من خطابه: “نرى في أوكرانيا كيف تُرسل روسيا الإرهاب من الجو، لذا نحن بحاجة إلى تعزيز الدرع الذي يحمي سمائنا”، ويؤكد أن الحلف بحاجة إلى نقلة نوعية في دفاعه الجماعي، مع المزيد من القوات والقدرات القادرة على تنفيذ خطط الدفاع بشكل كامل، مما يعكس أهمية التعاون بين الدول الأعضاء.
يشير روته إلى أن المخاطر لن تختفي حتى مع انتهاء الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن التهديدات الأمنية تتطلب جهدًا مستمرًا لتحديث وتطوير القدرات الدفاعية للحلف، خصوصًا في ظل تصاعد استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ من قبل روسيا في الصراع المستمر، مما يستدعي استجابة فعالة وسريعة.
ضغوط متزايدة على الدول الأوروبية لرفع ميزانيات الدفاع
على الرغم من تراجع نسبي في وتيرة القتال في أوكرانيا، إلا أن الدول الأوروبية تواجه ضغوطًا كبيرة لزيادة ميزانيات الدفاع الخاصة بها، حيث تأتي هذه الضغوط في ظل تحولات في سياسة الولايات المتحدة التي أكدت على ضرورة أن تكون الدول الأوروبية أكثر قدرة على حماية نفسها، مما يعكس أهمية الاستقلالية الدفاعية.
تعهدت عدة دول أوروبية بالفعل بزيادة إنفاقها الدفاعي، حيث أعلنت بريطانيا عن نيتها رفع الإنفاق من 2.3% إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مع خطط للوصول إلى 3% في المستقبل، بينما أعلنت ألمانيا أنها ستحتاج إلى زيادة عدد جنودها النشطين بما يتراوح بين 50,000 إلى 60,000 جندي لتحقيق أهداف الناتو الجديدة، وهو ما يمثل تحركًا تاريخيًا في تعزيز قدرات الجيش الألماني.
اقرأ كمان: إيران تؤكد استعدادها لأي معارك قادمة وتعتبر القواعد الأمريكية في المنطقة هدفًا لنيرانها
الاستعداد لقمة الناتو في لاهاي
تأتي هذه الدعوات لتعزيز الإنفاق والقدرات الدفاعية في وقت تستعد فيه دول الناتو لعقد قمة مهمة في لاهاي يومي 24 و25 يونيو، حيث يُتوقع أن يتم الاتفاق على هدف الإنفاق الدفاعي المشترك، وتحديد استراتيجيات مواجهة التهديدات الأمنية المتجددة، لا سيما من جانب روسيا، مما يعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.
يُنظر إلى خطاب مارك روته كرسالة حاسمة لكل أعضاء الناتو حول الحاجة إلى الوحدة والجاهزية المتزايدة، من أجل ضمان أمن المنطقة وحماية القيم المشتركة في وجه التحديات الأمنية المستمرة، مما يعكس التزام الحلف بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.