بدأت، اليوم الإثنين، في إسرائيل، جلسة “الاستجواب المضاد” لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في محاكمته المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات بتهم الفساد.

من نفس التصنيف: «صورة ودمعة وذكريات».. كيف كشفت بريجيت عن الرئيس الفرنسي على الهواء مباشرة؟
خلال الجلسة، طلب محاميه، أميت حداد، إنهاء الجلسة بسبب “مكالمة دبلوماسية مهمة”، دون توضيح طبيعة المكالمة، يُشار إلى أن المحامين ممنوعون من التواصل مع المتهم أثناء الاستجواب المضاد.
تفاصيل الجلسة:
في هذه الجلسة، قام محامو النيابة باستجواب نتنياهو بعد أن دافع عن نفسه أمام المحكمة، الهدف من الاستجواب هو كشف التناقضات في تصريحاته والتحقق من مصداقية روايته، على الرغم من الضغوط الأمنية والسياسية، استمرت المحاكمة، مما يعكس التحديات التي يواجهها النظام القضائي الإسرائيلي في معالجة القضايا الكبرى.
الضغوط السياسية والأمنية:
تأتي هذه الجلسة في وقت حساس، حيث تشهد إسرائيل أزمة ائتلافية مع الأحزاب اليهودية المتشددة بشأن قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، في أعقاب صدور توجيهات من مسؤولي حزب “ديغل هاتوراه” بالانسحاب من الحكومة، يواجه نتنياهو تحديات سياسية إضافية.
التهم الموجهة إلى نتنياهو:
يُحاكم نتنياهو في ثلاث قضايا فساد رئيسية:
قضية 1000: اتهامه بتلقي هدايا فاخرة من المنتج أرنون ميلخان
قضية 2000: اتهامه بالتفاوض مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” لتشويه صحيفة منافسة
قضية 4000: اتهامه بتسهيلات لشركة الاتصالات “بيزك”، المرتبطة بفساد وخداع وانتهاك الثقة
تستمر محاكمة بنيامين نتنياهو في جذب الانتباه المحلي والدولي، حيث تُعتبر اختبارًا للنظام القضائي الإسرائيلي في مواجهة القضايا السياسية الكبرى، بينما يسعى نتنياهو للدفاع عن نفسه، تظل الشكوك قائمة حول مصداقية الإجراءات القانونية ومدى تأثيرها على مستقبله السياسي.
في ظل الجلسات القضائية المتواصلة، يجد نتنياهو نفسه عالقًا بين مطرقة القضاء وسندان التحالف الحكومي الهش، فالمحاكمة لا تقتصر على تداعياتها القانونية فقط، بل باتت تهدد تماسك الائتلاف الحاكم، خاصة مع تنامي الخلافات حول التجنيد الإجباري للحريديم.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن استمرار المحاكمة قد يسرّع من تفكك الحكومة، أو يُجبر نتنياهو على اتخاذ قرارات سياسية حاسمة لحماية مستقبله السياسي، حتى وإن جاء ذلك على حساب شركائه في الحكم أو الاستقرار الداخلي.
أزمة سياسية تلوح في الأفق مع تصاعد الضغوط
تزامن استجواب نتنياهو مع تصاعد الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحاكم، خصوصاً في ظل تمسك الأحزاب الدينية بإقرار قانون يعفي طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، وهو ما أثار غضب الشارع الإسرائيلي وأطراف داخل الحكومة نفسها.
مقال مقترح: “الطاقة الذرية” تعلن عن عدم التزام إيران بالضمانات النووية
هذا التوتر السياسي، إلى جانب التحديات القضائية، يضع نتنياهو في موقع بالغ الحساسية، حيث يسعى للبقاء في الحكم وسط اتهامات فساد خطيرة، وضغوط متزايدة من حلفائه، وانقسامات مجتمعية آخذة في الاتساع.