جددت قوات الدعم السريع، فجر اليوم الاثنين، هجماتها الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ولم تصدر حتى الآن إحصائية رسمية بشأن الخسائر البشرية أو المادية، ويُعتبر هذا الهجوم الثاني من نوعه على المدينة خلال أربعة أيام، حيث استهدفت طائرة مسيّرة مرافق مدنية في أول أيام عيد الأضحى، مما يدل على تصعيد ملحوظ في استخدام الدعم السريع للطائرات بدون طيار في الصراعات الحضرية.

مقال مقترح: وزير الخارجية ونظيره التركي يناقشان تعزيز العلاقات والتطورات المهمة في المنطقة
كردفان في قلب المعارك بعد استعادة الجيش للخرطوم
تأتي هذه الهجمات في وقت تشتد فيه المعارك في ولايات كردفان الثلاث (شمال، جنوب، وغرب)، عقب إعلان الجيش السوداني فرض سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم، مما دفع بجبهات القتال غرباً نحو هذه الولايات ذات الأهمية الاستراتيجية العالية.
اقرأ كمان: شرط بوتين الأساسي لسلام أوكرانيا: إنهاء توسع الناتو ورفع العقوبات
الطريق نحو دارفور.. “الإنقاذ الغربي” نقطة الصراع القادمة
يبرز “طريق الإنقاذ الغربي” الرابط بين الخرطوم ودارفور كأحد أهم محاور الصراع، حيث يسعى الجيش لاستخدامه كممر رئيسي للعبور نحو دارفور، بينما تعتبره قوات الدعم السريع خط دفاع متقدماً لمنع التوغل نحو الإقليم، ومرتكزاً لتجديد زحفها المحتمل على العاصمة الخرطوم.
معارك عنيفة للسيطرة على حقول النفط في غرب كردفان
ولاية غرب كردفان، الغنية بحقول النفط والمتاخمة لدولة جنوب السودان، باتت ساحة لأعنف المعارك، إذ تبادل الجيش والدعم السريع السيطرة على مدينتي “الخوي” و”النهود”، بينما تمكنت قوات الدعم السريع من الاحتفاظ بالمدينتين حتى الآن، كما صدّ الجيش هجمات شرسة على مدينة بابنوسة، مقر الفرقة 22 مشاة، مما يبرز أهمية هذه المنطقة في المعادلة العسكرية.
تصعيد مستمر في شمال كردفان
تعيش ولاية شمال كردفان مواجهات متقطعة، لكن الدعم السريع كثّف استخدامه للطائرات المسيّرة في هجماته على الأبيض والرهد، في محاولة للتقدم من مناطق نفوذه شمالاً، خاصة من مدينة بارا، بينما يسعى الجيش لتطويق هذا التمدد وإنهاء وجود الدعم السريع في شمال الولاية.
جنوب كردفان: ثلاثي ناري بين الجيش والدعم السريع والحركة الشعبية
تشهد ولاية جنوب كردفان أعنف المعارك الثلاثية، حيث يخوض الجيش مواجهات ضد كل من الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع، وتمكن الجيش من السيطرة مؤقتاً على الدبيبات والحمادي بهدف فك الحصار عن الدلنج وكادقلي، لكنه سرعان ما خسرهما مجدداً، بينما استعاد الجيش مؤخراً السيطرة على منطقة “أم دحيليب” شرق الولاية، مهدداً بالوصول إلى “كاودا”، المعقل الرئيس لقوات الحلو.
تؤكد التطورات الميدانية في ولايات كردفان الثلاث على تحول استراتيجي في خارطة الحرب السودانية، مع تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة، واشتداد التنافس على الطرق المحورية وحقول النفط، وبينما يضغط الجيش للتوسع غرباً نحو دارفور، تحاول قوات الدعم السريع تثبيت مواقعها وتوسيع نفوذها، مما ينبئ بجولات جديدة من الصراع الأكثر تعقيداً وخطورة.