مساعد بوتين: الهدنة غير كافية وقد نواجه حرباً نووية بدون سلام حقيقي

حذر فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد التفاوض الروسي ومساعد الرئيس الروسي، من أن الاعتماد على هدنة مؤقتة مع أوكرانيا لن يضع حدًا للنزاع المستمر، مشددًا على أن غياب اتفاق سلام شامل قد يؤدي إلى تصعيد كارثي قد يصل إلى حرب نووية.

مساعد بوتين: الهدنة غير كافية وقد نواجه حرباً نووية بدون سلام حقيقي
مساعد بوتين: الهدنة غير كافية وقد نواجه حرباً نووية بدون سلام حقيقي

وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة “آر تي” الروسية، يوم الاثنين، قال ميدينسكي: “الهدنة ليست سوى توقف مؤقت، وإذا لم يتم التوصل إلى سلام حقيقي، فإن خطر الانزلاق نحو صراع نووي سيبقى قائمًا”

ضغوط غربية أوقفت اتفاقًا وشيكًا في 2022

وكشف ميدينسكي أن المفاوضات الروسية الأوكرانية التي جرت في مارس 2022 كانت على وشك الوصول إلى اتفاق، قبل أن يتم تعطيلها بعد تدخل غربي مباشر، وأوضح أن الوفد الأوكراني أبلغه بوضوح أن “الشركاء الأجانب”، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، رفضوا توقيع الاتفاق، وأبلغوا كييف بأن المساعدة الغربية لن تستمر في حال إبرامه.

وأضاف: “قيل لنا: شركاؤنا الأجانب يعارضون الاتفاق، وقالوا إنهم لن يضمنوا المساعدة أو الأمن إذا تم التوقيع، لذا سنواصل القتال حتى يتم الحسم”

مسودة اتفاق إسطنبول: حياد أوكرانيا ورفض السلاح الأجنبي

وأشار ميدينسكي إلى أن الجانبين كانا قد وقعا بالأحرف الأولى على مسودة اتفاقية في إسطنبول، تضمنت التزامات أوكرانية بعدم الانضمام إلى تحالفات عسكرية، واعتماد وضع محايد وغير منحاز، بالإضافة إلى رفض نشر أي قوات أو أسلحة أجنبية على أراضيها، بما في ذلك النووية.

إلا أن هذه المسودة توقفت فجأة، بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون إلى كييف، والتي تمخضت، بحسب رواية الوفد الأوكراني، عن تغيير الموقف تحت ضغط مباشر من لندن وواشنطن.

جولات تفاوض جديدة: تبادل أسرى واقتراحات بوقف إطلاق النار

وفي عام 2025، عادت روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، حيث عُقدت الجولة الأولى في 16 مايو بإسطنبول، وأسفرت عن اتفاق لتبادل الأسرى بصيغة “1000 مقابل 1000″، إلى جانب تبادل رؤى أولية بشأن وقف إطلاق النار.

أما الجولة الثانية، التي عُقدت في 2 يونيو، فقد شهدت تبادل وثائق مفصلة بشأن التسوية، وطرحت موسكو خلالها مذكرة مقترحات من قسمين، تضمنت مبادرات إنسانية مثل:

تسليم 6000 جثة لجنود أوكرانيين، تبادل الأسرى المرضى وأسرى دون 25 عامًا، وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 2-3 أيام في محاور محددة، قائمة بـ339 طفلًا فقدوا الاتصال بعائلاتهم.

نهاية مفتوحة: مفاوضات تتقدم ببطء وخطر التصعيد قائم

وفي ظل هذا السياق، تبقى المفاوضات بين موسكو وكييف محاطة بالغموض والتعقيد، وسط تشكيك متبادل ونفوذ خارجي واضح في صناعة القرار، وبينما تواصل روسيا التأكيد على أهمية اتفاق سلام دائم، يبدو أن المواقف الأوكرانية لا تزال رهينة لمواقف الشركاء الغربيين.

ويعكس تحذير ميدينسكي من “حرب نووية محتملة” مستوى القلق من استمرار الصراع دون أفق سياسي واضح، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لتفعيل حلول سلمية قبل فوات الأوان.