أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، أن الرئيس دونالد ترامب أصدر تعليمات رسمية بنشر ألفي عنصر إضافي من قوات الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، وذلك في إطار جهود احتواء الاحتجاجات المتزايدة ضد سياسات الهجرة التي يتبناها.

اقرأ كمان: استدعاء السفير الإسرائيلي في السويد وسط تزايد الغضب الأوروبي من جرائم الحرب في غزة
وقال المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، عبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن “وزارة الدفاع تعبئ حالياً ألفي جندي إضافي من الحرس الوطني في كاليفورنيا، بناءً على أوامر الرئيس، ليتم وضعهم في خدمة الدولة الفدرالية لدعم إدارة الهجرة والجمارك، وضمان سلامة عناصر إنفاذ القانون الفدراليين”.
نيوسوم ينتقد القرار: “متهور ويهين قواتنا”
وفي المقابل، عبّر حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، عن رفضه الشديد لقرار الرئيس، واصفاً إياه بأنه “متهور” ويظهر “عدم احترام لقواتنا”
وكتب نيوسوم على منصة “إكس”:”الأمر لا يتعلق بالسلامة العامة كما يزعم ترامب، بل بمحاولة لإرضاء غروره السياسي، نحن بحاجة إلى التهدئة، لا إلى عسكرة الشوارع”
إرسال مشاة البحرية لدعم البنية الاتحادية
وفي خطوة موازية، أكد الجيش الأميركي أنه سيرسل 700 جندي من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس، ووفق بيان رسمي، فإن الهدف من هذه التعزيزات هو “ضمان تغطية مستمرة وحماية الموظفين والممتلكات الاتحادية”، من خلال دعم قوة المهام 51 المنتشرة ميدانياً.
من نفس التصنيف: إسرائيل تمنع وفد وزاري عربي من دخول رام الله في تصعيد خطير ضد الشرعية
استثناء دستوري يثير قلق الحقوقيين
ويُعد نشر قوات فدرالية عاملة، من غير قوات الحرس الوطني، داخل المدن الأميركية خطوة استثنائية قانونياً ودستورياً، وقد أثار هذا الإجراء موجة قلق بين المدافعين عن الحقوق المدنية، الذين اعتبروه سابقة خطيرة قد تفتح الباب أمام عسكرة التعامل مع الأزمات الداخلية.
المدينة تلتقط أنفاسها بعد ليلة مشتعلة
ورغم الهدوء النسبي الذي ساد صباح الإثنين شوارع المدينة التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، فإن آثار المواجهات كانت واضحة، حيث لا تزال رائحة الدخان عالقة في الهواء وسط لوس أنجلوس بعد ليلٍ من الاشتباكات، شهد إغلاق طرق رئيسية وإضرام النار في سيارات ذاتية القيادة
وقد استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين، في مشاهد أعادت للأذهان توترات سابقة شهدتها الولايات المتحدة في أوقات الأزمات الاجتماعية.
ترامب: “منعنا تمرداً وشيكاً”
وفي تصريح للصحفيين، دافع الرئيس ترامب عن قراره، قائلاً: “لم يكن لدي خيار سوى نشر الحرس الوطني، لا أريد حرباً أهلية، لكن الاحتجاجات في لوس أنجلوس كانت على وشك أن تتحول إلى تمرد”
وأكد ترامب أنه اتخذ القرار الصائب من وجهة نظره، مشدداً على ضرورة “فرض النظام بالقوة إذا لزم الأمر”
هذه التطورات المتسارعة تضع لوس أنجلوس في قلب أزمة وطنية تتجاوز ملف الهجرة، وتطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين السلطة الفدرالية وحكومات الولايات، خاصة في ظل أجواء مشحونة سياسياً واجتماعياً.