في تصعيد جديد، اقتحم ، في ساعة متأخرة من ليل الإثنين/الثلاثاء، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية مستخدمًا أكثر من 40 آلية عسكرية، في واحدة من أوسع عمليات التوغل التي تشهدها المدينة منذ شهور، وقد تمركزت القوات في مركز المدينة وفرضت حصارًا مشددًا على البلدة القديمة، معلنة حظرًا كاملًا للتجوال داخل أحيائها حتى صباح الأربعاء.

اقرأ كمان: توسع الطرق في السعودية بنسبة 30% لتسهيل حركة الحجاج مع تبريد يقلل الحرارة 12 درجة
الجيش يحاصر ويقتحم منازل في البلدة القديمة
وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال شرعت، بعد انتشارها في البلدة القديمة، باقتحام منازل المواطنين حيث أجبرت بعض العائلات على إخلاء منازلها بالقوة دون سابق إنذار، وترافقت عمليات الاقتحام مع إطلاق كثيف للرصاص الحي وسط حالة من الذعر سادت بين السكان، لاسيما الأطفال وكبار السن.
اعتقالات وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية
وأفادت المصادر ذاتها بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت عددًا من المواطنين من منطقة حارة الجوزة داخل البلدة القديمة بعد عمليات مداهمة وتفتيش واسعة، كما أقدمت القوات على تحويل عدد من المنازل الفلسطينية إلى نقاط عسكرية مغلقة تُستخدم كمواقع لمراقبة الحركة في الشوارع والأزقة المجاورة.
وشهدت المنطقة أيضًا أعمال تخريب متعمدة، حيث قامت قوات الاحتلال بتفجير أبواب عدد من المحلات التجارية، ما ألحق أضرارًا جسيمة بها وسط غياب تام لأي مبرر أمني لذلك بحسب شهود عيان.
مواضيع مشابهة: كأس العالم تحت ضغط التوتر.. اضطرابات لوس أنجلوس تهدد سمعة أمريكا كمضيف عالمي
شلل تام في المدينة وتعطيل الدراسة والمؤسسات
وبسبب العملية العسكرية المستمرة، أعلنت الجامعات والمدارس في نابلس تعطيل دوامها يوم الثلاثاء حرصًا على سلامة الطلاب والعاملين، كما قررت المؤسسات الحكومية في المدينة وقف العمل حتى إشعار آخر في ظل استمرار التوتر العسكري وإغلاق مداخل ومخارج المدينة.
الشارع الفلسطيني عبّر عن غضبه الشديد من التصعيد، معتبرًا أن ما جرى يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف ضرب النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدن الفلسطينية وتعطيل الحياة اليومية فيها.
تصعيد ميداني في ظل جمود سياسي
وتأتي هذه العملية العسكرية في ظل حالة من الجمود السياسي وانسداد أفق بـ40 آلية عسكرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في وقت تشهد فيه مناطق الضفة الغربية ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة العمليات الميدانية والاقتحامات العسكرية.
ويخشى مراقبون أن تسهم مثل هذه العمليات في تأجيج الأوضاع الميدانية، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف الذي غالبًا ما يشهد تصاعدًا في التوترات بين الجانبين.