وثائق نووية مسرّبة تثير توترات بين إسرائيل وإيران والوكالة الدولية تعبر عن استنكارها

أثارت الوثائق النووية المسربة من إيران، التي تكشف عن معلومات حساسة حول أنشطة طهران النووية غير المصرّح بها، ردود فعل غاضبة لدى العديد من الدول، حيث اعتبرت تلك الوثائق مثيرة للقلق وتتطلب إجابات فورية من الجانب الإيراني.

وثائق نووية مسرّبة تثير توترات بين إسرائيل وإيران والوكالة الدولية تعبر عن استنكارها
وثائق نووية مسرّبة تثير توترات بين إسرائيل وإيران والوكالة الدولية تعبر عن استنكارها

تشير تلك التسريبات، وفقًا لمصادر استخباراتية غربية، إلى وجود نشاطات في مواقع سرية، بالإضافة إلى تخصيب لليورانيوم بمعدلات تتجاوز الاتفاقات المبرمة.

تصعيد إسرائيلي وتحذيرات من ضربة استباقية

في ظل هذه التسريبات، زادت لهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تهديداته، مؤكدًا استعداد إسرائيل لتوجيه “ضربة استباقية” ضد المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة منشأتي “فوردو” و”نطنز”.

قال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “لن ننتظر وقوع الكارثة، سنمنع إيران بكل الوسائل من امتلاك السلاح النووي” وتعكس هذه التصريحات تحولًا في الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية نحو اعتماد الردع الاستباقي، خاصة في ظل تراجع الثقة بالدعم الأميركي في حال اندلاع حرب شاملة

من طهران: تسريبات مزورة وتوظيف سياسي

من جانبه، نفى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويوران صحة هذه الاتهامات، معتبرًا التسريبات “جزءًا من حملة استخباراتية تهدف إلى شيطنة إيران وتهيئة الرأي العام لضربة عسكرية محتملة”.

وأكد أن الوثائق “مزورة أو مقتطعة من سياقها”، منتقدًا ما وصفه بتسييس عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحولها إلى “ذراع إسرائيلية” بدلاً من كونها جهة رقابية محايدة، كما أشار إلى ازدواجية المعايير الغربية، مع غياب أي نقاش دولي جدي حول الملف النووي الإسرائيلي الذي يضم أكثر من 200 رأس نووي.

المخاطر المتصاعدة على الساحة الإقليمية والدولية

تتزايد التوترات مع استعداد إسرائيل لتنفيذ هجمات محتملة عبر ضربات جوية محدودة أو عمليات سيبرانية، بينما تواصل إيران نفيها للاتهامات مع استعدادها للرد “غير التقليدي” على أي اعتداء، وحذر رويوران من أن أي عدوان على إيران قد يفتح جبهة واسعة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، مما يزيد من المخاوف من اندلاع صراع إقليمي شامل.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية بين الحياد والتسييس

يبقى الدور المحوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية محل جدل، بين من يراها جهة فنية محايدة، وبين من يتهمها بالانحياز تحت ضغط واشنطن وتل أبيب، ويقول محللون إن صدور بيانات استنادًا إلى تسريبات غير موثوقة قد يُفقد الوكالة مصداقيتها ويحولها إلى أداة سياسية، ما يعقد فرص الحوار والدبلوماسية.

ومع تصاعد التهديدات وتداخل المصالح الإقليمية والدولية، يبقى السؤال الأبرز: هل تُستخدم هذه الوثائق كذريعة لشن عمل عسكري واسع يشبه “كاسيت كولن باول” في العراق؟ أم ينجح المجتمع الدولي في احتواء الأزمة وتفكيك التوتر قبل أن تتحول إلى مواجهة عسكرية مدمرة؟