في أجواء روحانية مليئة بالإيمان والمحبة، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد رحيل القديس العظيم أنبا أبرآم، أسقف الفيوم والجيزة، في ديره الكائن بقرية العزب في الفيوم، حيث شهد الاحتفال قداسًا إلهيًا وترانيم روحية أداها عدد كبير من الأقباط القادمين من مختلف المناطق، وشارك فيه عدد من الكهنة ورهبان الدير، بالإضافة إلى وفود من أبناء الكنيسة الذين اجتمعوا لتكريم ذكرى هذا القديس العظيم الذي ترك أثرًا واضحًا في تاريخ الكنيسة القبطية.

من نفس التصنيف: إصابة 4 أفراد في حادث تصادم على كوبري العبودي بقنا
تخلل الاحتفال كلمات روحية تناولت حياة القديس أنبا أبرآم، مسيرته الرهبانية، وخدمته المخلصة التي أثرت في نفوس المؤمنين، حيث تم التأكيد على أهمية الاقتداء بسيرته في الحياة الروحية واليومية، ويُذكر أن دير القديس أنبا أبرآم في قرية العزب بالفيوم يُعتبر من الأماكن المقدسة التي تحتفظ بذكراه، ويستقطب الزوار من محبي التراث القبطي والرهبنة.
يُعتبر القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم والجيزة من أعظم القديسين في تاريخ الكنيسة القبطية، حيث جسد حياة الزهد والتقوى والتفاني في خدمة الله والناس، تحكي لنا صفحات كتاب السنكسار قصة هذا القديس العظيم الذي ترك بصمة لا تُمحى في حياة الرهبنة والكنيسة.
وُلد الأنبا أبرام في زمن كانت فيه الحياة الروحية تتطلب تضحيات كبيرة، فاختار أن يكرس حياته لله، مبتعداً عن ملذات الدنيا، متبعاً تعاليم الإنجيل، حيث عاش فترة طويلة في الصحراء، وواجه العديد من التجارب والفتن، منها لقاءه بالشيطان الذي حاول إغرائه بالعودة إلى أهله، لكنه صمد قائلاً: “من يحب أباه أو أمه أكثر مني، فهو لا يستحقني” (متى 10:37)، فهرب الشيطان منه.
ويذكر كتاب السنكسار الذي يدون قصص القديسين والشهداء في الكنيسة أنه بعد سنوات من الزهد والتأمل، انتقل إلى دير القديس أنبا بولا، ثم إلى دير القديس أنبا بيسنيس، حيث استمر في حياته الرهبانية، محاطاً بالقديسين والملائكة، وتميز بحكمته وصبره، وكان مثالاً في التواضع والمحبة.
ممكن يعجبك: التنمية المحلية تتابع نتائج المرور على 6 مراكز تكنولوجية مع قيادات الوزارة
تولى الأنبا أبرام رئاسة أسقفية الفيوم والجيزة، حيث عمل على نشر الإيمان وتعليم الناس، محافظاً على تقاليد الكنيسة ومسانداً المحتاجين، وكان له دور بارز في بناء الكنائس ودعم الرهبان، مما جعله محبوباً من الجميع.
يُخلد السنكسار ذكرى رحيله في يوم مميز، حيث يتجمع المؤمنون في ديره بقرية العزب بالفيوم لإحياء ذكراه، مستلهمين من حياته دروسًا في الإيمان والثبات.