قنبلة انتقال زيزو إلى الأهلي: من المسؤول ومن المتضرر؟ وهل هناك نية مبيتة؟

أشعل انتقال أحمد مصطفى زيزو من نادي الزمالك إلى الغريم الأهلي جدلًا واسعًا من التصريحات والمشاعر المتباينة بين جماهير الناديين، تاركًا وراءه تساؤلات حول من هو الجاني ومن هو الضحية في هذه الصفقة التي هزت الشارع الكروي في مصر.

قنبلة انتقال زيزو إلى الأهلي: من المسؤول ومن المتضرر؟ وهل هناك نية مبيتة؟
قنبلة انتقال زيزو إلى الأهلي: من المسؤول ومن المتضرر؟ وهل هناك نية مبيتة؟

 

زيزو الخائن الغادر

 

تعرض زيزو لموجة من الغضب الشديد من أنصار القلعة البيضاء، الذين اعتبروا انتقاله “طعنة في الظهر” وخيانة بعد سنوات من ارتدائه القميص الأبيض وتقبيله شعار النادي وهتاف الجماهير باسمه، ورأوا في انتقاله للغريم التقليدي غدرًا بكيان النادي والجماهير التي احتضنته ودعمته.

 

ازدادت حدة الصدمة مع انتشار الأنباء عن وجوده في السفارة الأمريكية لاستخراج تأشيرة السفر مع الأهلي للمشاركة في كأس العالم للأندية، وهو ما اعتبروه جريمة مع سبق الإصرار والترصد، ما زاد من تأكيد نيته المبيتة للرحيل عن جدران القلعة البيضاء.

 

تحولت مشاعر الحب من جماهير الزمالك نحو زيزو إلى غضب وخذلان، مما دفعهم لإطلاق وابل من الشتائم والسباب ضد اللاعب ووالده، رافضين أي مبررات قدمها لتوضيح موقفه بعد ظهوره تلفزيونيًا مع الإعلامي إبراهيم فايق في برنامج “قهوة فايق”، حيث زادت تصريحاته المتضاربة الأمور تعقيدًا.

 

زيزو من قفص الاتهام “إهمال وتضليل الجماهير”

 

خرج زيزو في حديث تلفزيوني ليؤكد إدانته لمجلس إدارة نادي الزمالك، متهمًا إياهم بالفشل في تجديد عقده وسوء إدارة ملف المفاوضات، حيث صرح علنًا بأن المجلس برئاسة حسين لبيب لم يتعامل بجدية مع العروض الكبيرة التي وصلته من أندية سعودية، والتي بلغت أرقامًا ضخمة وصلت إلى 300 مليون جنيه.

 

كما اتهم زيزو مجلس الزمالك ولجنة التخطيط بتهييج الجماهير ضده وضد والده، ونشر أخبار كاذبة حول طلب والده عمولات إضافية نظير توقيع اللاعب، مما أثار استياءه الشديد.

 

هذه التصريحات المثيرة التي أدلى بها زيزو وضعت مجلس الإدارة في موقف حرج، خاصة وأنها جاءت بعد سلسلة من المفاوضات المتعثرة التي لم تسفر عن تجديد عقد اللاعب.

إجراءات تأديبية تنهي العلاقة بين زيزو والزمالك

 

كانت ردة فعل مجلس إدارة الزمالك سريعة وحاسمة، حيث قرروا تحويل زيزو للتحقيق مع الشؤون القانونية بعد تغيبه عن التدريبات، وازدادت الأمور تعقيدًا بتوقيع غرامات مالية كبيرة على اللاعب، مما عكس حجم الأزمة بين الطرفين، ومع انتهاء عقد اللاعب رسميًا في 5 يونيو، انتهت حكاية زيزو مع الزمالك، ليبدأ اللاعب خطوة جديدة في مسيرته.

مكسب تاريخي واحتفالات صاخبة في الجزيرة

على الجانب الآخر، عمت الأفراح قلوب جماهير الأهلي بانضمام زيزو إلى كتيبة نجومهم، ليصبح إضافة قوية بجوار لاعبين مثل إمام عاشور وأشرف بنشرقي ووسام أبو علي ومحمد علي بن رمضان، حيث يعد حسم هذه الصفقة إنجازًا كبيرًا يكمل أسلحتهم نحو تحقيق طموحاتهم التاريخية في كأس العالم للأندية ومقارعة كبار أبطال القارات، وظهر زيزو في الإعلان الرسمي لتقديمه، والذي تجاوزت مشاهداته الملايين، مما يؤكد حجم الصفقة وتأثيرها.

 

أزمة معقدة ووجهات نظر متشابكة

 

في النهاية، رحل نجم جديد عن نادي الزمالك في أزمة تتعدد فيها وجهات النظر وتتداخل فيها الاتهامات، حيث تشعر جماهير الأبيض بالخيانة، بينما يعتبر اللاعب نفسه ضحية بسبب إهمال المجلس، وفي المقابل تحتفل جماهير الأهلي بضم الفتى المدلل للقلعة الحمراء.

 

هل هناك شبه إصرار وترصد؟!

 

في مثل هذه الصفقات، من الصعب تحديد الجاني والضحية بشكل قاطع بسبب تداخل المصالح وتعدد الأطراف، فإذا كان رحيل زيزو بمحض إرادته، فهو بالتأكيد ليس ضحية لأنه اتخذ قرارًا يرى فيه مصلحته أو تقديرًا ماديًا أفضل وفرصة أكبر لتحقيق مزيد من البطولات، بينما تنظر جماهير الزمالك إلى قراره باعتباره خيانة، في حين يرى مجلس إدارة القلعة البيضاء نفسه ضحية لتعثراته المالية وتكرار الأهلي هوايته في خطف لاعبيه النجوم واحد تلو الآخر، ليصنف الأهلي جانيًا من وجهة نظر جماهير القلعة البيضاء، التي تتهم الأحمر ومجلسه بمحاولتهم المستمرة لضرب استقرار البيت الأبيض، بينما ترى جماهير الأهلي أن موقف ناديهم يأتي لتعزيز الصفوف وإضعاف المنافس بطرق مشروعة.