في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن قراره بنشر قوات من مشاة البحرية (المارينز) وعناصر الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس كان له دور حاسم في إنقاذ المدينة من الفوضى والدمار، حيث أكد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن المدينة “كانت ستُحترق بالكامل” لولا هذا التدخل العسكري في الليالي الثلاث الماضية، ووصف الوضع بأنه كان قابلاً للانفجار.

من نفس التصنيف: إسرائيل تستعد لمواجهة أسطول الحرية المتجه إلى غزة بثلاث سفن وطائرات مسيرة
وأضاف الرئيس السابق: “لوس أنجلوس مدينة جميلة وعظيمة، وكان من الممكن أن تتحول إلى رماد لولا تحركنا السريع والحاسم”، مشبّهًا التهديدات التي واجهتها المدينة بموجة حرائق الغابات التي اجتاحت المنطقة قبل أشهر
مقال مقترح: إيلون ماسك يقود حملة ضد قانون ترامب الضريبي ويعتبر إفلاس أمريكا غير مقبول!
احتجاجات على تشديد إجراءات الهجرة
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد حدة الاحتجاجات في لوس أنجلوس ضد الإجراءات المتشددة التي اتخذتها إدارة ترامب سابقًا بحق المهاجرين غير الشرعيين.
تحولت التظاهرات، التي بدأت سلمية، إلى مواجهات عنيفة في بعض الأحياء، حيث شهدت عمليات حرق وتخريب، وإغلاق طرق سريعة، واستهداف سيارات ذاتية القيادة.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية إصدار أوامر بإرسال ألفي جندي من الحرس الوطني إلى المدينة، بالإضافة إلى نشر 700 من عناصر المارينز لتعزيز أمن المنشآت الفيدرالية، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الجيش الأمريكي.
وأشار البيان إلى أن هذه القوات ستعزز قدرة “قوة المهام 51” على توفير تغطية دائمة للمناطق التي تشهد اضطرابات.
انتشار أمني كثيف في المدينة
رغم أن المدينة بدت هادئة صباح يوم الاثنين، إلا أن أجواء التوتر لا تزال حاضرة، حيث ظل دخان الحرائق السابقة معلقًا في سماء وسط لوس أنجلوس.
شهدت الليلة السابقة تصاعدًا في حدة المواجهات، حيث أغلقت الحشود طريقًا سريعًا وأضرمت النار في سيارات، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
تمركزت قوات الأمن بكثافة أمام مركز الاحتجاز الفيدرالي، الذي أصبح نقطة مركزية في الاحتجاجات المناهضة لسياسات الهجرة، بينما أُغلقت الطرق المؤدية إليه بالكامل بسيارات الشرطة.
ترامب: لا أريد حربًا أهلية
في تصريحاته، أكد ترامب أنه لا يسعى إلى تأجيج النزاعات الداخلية أو إشعال حرب أهلية، بل إنه اضطر لاتخاذ هذا القرار في ظل الظروف الطارئة.
قال: “أشعر أنه لم يكن لدي خيار آخر، وأعتقد أنني اتخذت القرار الصائب، لم يكن الهدف قمع الاحتجاجات، بل حماية المدينة من الانهيار التام”
وأضاف: “الوضع في لوس أنجلوس كان ينذر بتمرد حقيقي، وكان لا بد من الحسم”
قلق من عسكرة المدن
أثارت هذه الخطوة مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة لاستخدام القوة المفرطة في التعامل مع التظاهرات، خاصة أن نشر قوات عسكرية في الخدمة الفعلية داخل المدن الأمريكية يعد أمراً نادراً واستثنائياً.
دفعت هذه التحركات المدافعين عن الحقوق المدنية إلى التحذير من خطورة عسكرة التعامل مع الاحتجاجات، معتبرين أن الحلول الأمنية وحدها لا تعالج جذور الغضب الشعبي، خصوصًا في ما يتعلق بقضايا الهجرة والتمييز.
في ظل هذه التطورات، تترقب الأوساط السياسية والاجتماعية الأمريكية ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى احتواء الأزمة أم ستفاقم الانقسام في المجتمع.