وجه بهاء عبدالعال، أحد أقارب البطل خالد شوقي، الشهيد الذي ضحى بحياته لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان من حادث حريق هائل.

مقال مقترح: مصر تجذب استثمارات أمريكية ب406 مليار جنيه لقطاع الصحة و300 مليار لسوق الدواء
وطالب بهاء عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك” الجميع بعدم تداول صورة البطل الراحل احتراما لمشاعر أسرته.
وجاء نص الرسالة على النحو التالي:
بطل حقيقي.. وشهادة يجب أن تُذكر
توفي خالد محمد شوقي عبدالعال، سائق شاحنة الوقود الذي سجّل اسمه في سجل الشرف الوطني، متأثراً بإصاباته إثر اندلاع حريق مروع مطلع يونيو الجاري أمام محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية.
لم تكن الواقعة عادية، ولا بطولته كانت عابرة، حين اندلعت النيران في شاحنة محمّلة بمواد بترولية قابلة للانفجار داخل محطة وقود قرب منطقة سكنية، لم ينتظر خالد أو يهرب كما فعل كثيرون، بل قرر مواجهة الخطر وحده.
قاد السيارة وهي مشتعلة، محاولًا إبعادها عن المكان المكتظ بالسكان، لينقذ أرواحًا لا تحصى من موت محقق وانفجار مدمر كان بإمكانه تحويل المنطقة إلى رماد.
وفي اللحظة التي ظن الجميع فيها أن الكارثة ستقع، نجح خالد في قيادة الشاحنة بعيدًا لمسافة كافية، فتحمّل وحده انفجارها، واستشهد متأثراً بإصابات بالغة.
تداول عدد من المواطنين مقاطع فيديو وصور توثق اللحظة البطولية، مرفقة بعبارات إشادة وإعجاب بتضحيته وشجاعته، وقد تم نقل السائق على الفور إلى مستشفى أهل مصر للحروق لتلقي العلاج اللازم، بعد أن تم تحويله من مستشفى محلي حيث كان محتجزًا في العناية المركزة، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بإصاباته.
يُذكر أن مديرية أمن الشرقية تلقت إخطارًا باندلاع حريق ضخم داخل محطة وقود في العاشر من رمضان، وعلى الفور تم الدفع بـ 4 سيارات إطفاء، وتمت السيطرة على الحريق، فيما أسفر الحادث عن إصابة 4 أشخاص بينهم السائق البطل، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت للتحقيقات.
جسّد خالد المعنى الحقيقي للبطولة، فقد تحمّل الخطر عن الآخرين، واتخذ القرار الصعب دون انتظار شكر أو مقابل.
من نفس التصنيف: تأثير قرارات ترامب بحظر السفر من دول معينة على السياحة في الولايات المتحدة
إن ما فعله هذا الرجل يتجاوز حدود الواجب الوظيفي، ويضعه في مرتبة إنسانية وأخلاقية رفيعة، يستحق عليها تكريم اسمه رسميًا، وتكريم أسرته معنويًا وماديًا.
إعانة شهرية دائمة 10 آلاف جنيه لأسرة الشهيد
أعلنت مؤسسة فاعلون لخدمة المجتمع المدني، التكفل بإعانة شهرية دائمة قدرها 10 آلاف جنيه، لأسرة الشهيد البطل خالد محمد شوقي عبد العال، الذي ضحى بحياته وأنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة.
ومن جانبه، قال المهندس أحمد حلمي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاعلون لخدمة المجتمع المدني، إنه في لحظة من أنبل لحظات الفداء، قرر السائق الشهيد البطل أن يُنقذ أرواح الآخرين قبل أن يُفكر في نفسه، تحرك بشجاعة نادرة لاحتواء حادث كارثي بمدينة العاشر من رمضان، فأنقذ منطقة بأكملها، لكنه دفع حياته ثمنًا لهذه البطولة.
وأكد حلمي، أن خالد رحل لكنه لم يرحل من قلوبنا، لم يكن يبحث عن شهرة أو مقابل، فقط كان مواطنًا وطنيًا تحركه فطرته الصافية ومسؤوليته تجاه مجتمعه.
وأوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاعلون، أنه من هذا المنطلق، وبكل اعتزاز، قررت المؤسسة تخصيص دعم شهري ثابت بقيمة 10,000 جنيه لأسرة الشهيد خالد، إيمانًا بأن الدولة والمجتمع لا ينسون أبطالهم، ولتظل هذه الأسرة الكريمة في كنف الرعاية والوفاء، وذلك إيمانًا من المؤسسة بمساندة أسرهم كجزء من التزامنا المجتمعي.
وأكد حلمي، أن هذه المبادرة ليست مجرد دعم مادي، بل رسالة واضحة: أن هذا الوطن لا ينسى أبناءه الشرفاء، وأن دماء الأبطال لا تذهب سُدى، وأن خلف كل بطل يُكرّم… هناك وطن يقدّر، مضيفًا: {رحم الله خالد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما فعله في ميزان حسناته، وألهم أسرته الصبر والسكينة}
ومن الجدير بالذكر، تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بصرف مكافأة لأسرة البطل خالد محمد شوقي، الذي وافته المنية متأثرًا بإصابته، بعد أن قدم نموذجاً للبطولة والتضحية، حين افتدى بروحه المواطنين، في حادث احتراق سيارة إمداد بالبنزين في منطقة العاشر من رمضان، وجهت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي بصرف 100 ألف جنيه لزوجة وأولاد البطل بشكل عاجل، بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي لرصد معاش استثنائي لأسرة البطل تقديراً لتضحيته.
وتقدمت وزيرة التضامن الاجتماعي بخالص العزاء وعميق المواساة، إلى أسرة البطل، مؤكدة أن ما قدمه البطل والتضحية بنفسه يعد نموذجًا للبطولة، وجنب وقوع الكثير من الضحايا والدمار، وحافظ على العديد من الأرواح والممتلكات.