قبل انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، وهي مرحلة حاسمة تحدد مستقبل آلاف الشباب المصري، تبرز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كداعم روحي ونفسي لطلابها، فإدراكاً منها للضغوط والتحديات التي يواجهها الطلاب وأسرهم، تسعى الكنيسة، من خلال قياداتها الروحية وخدماتها المتخصصة، إلى توفير بيئة مليئة بالطمأنينة والدعم، مؤكدة على أهمية الجوانب الروحية والنفسية بجانب الاستعداد الأكاديمي.

مقال مقترح: الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى
تتجلى هذه الجهود في تنظيم صلوات وقداسات مخصصة، وتقديم نصائح أبوية ملهمة، وتنظيم لقاءات تشجيعية، مما يعكس دور الكنيسة المحوري في حياة أبنائها ليس فقط دينياً، بل اجتماعياً ونفسياً أيضاً.
تولي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اهتماماً خاصاً بقطاع الشباب، ويتجلى هذا الاهتمام بشكل واضح مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، التي تمثل نقطة تحول حاسمة في مسارهم التعليمي ومستقبلهم المهني، وفي هذا السياق، تتضافر جهود الآباء الأساقفة والكهنة والخدام لتقديم الدعم الروحي والنفسي اللازم لهؤلاء الطلاب، سعياً للتخفيف من الضغوط وتعزيز الثقة بقدراتهم وإيمانهم.
سكرتير المجمع المقدس
في مبادرة تعكس هذا الاهتمام، أعلن الحساب الرسمي لكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط أن نيافة الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس، سيترأس قداس الثانوية العامة مع أبنائه وبناته.
من المقرر أن يقام هذا القداس يوم السبت المقبل، الموافق 14 يونيو 2025، بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط، ويشكل هذا القداس فرصة للطلاب للتبرك والصلاة من أجل التوفيق والنجاح، ويجسد اهتمام الكنيسة بتقديم الدعم الروحي لهم في هذه الفترة العصيبة.
البابا تواضروس الثاني
في سياق متصل، وجه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة أبوية مؤثرة إلى طلاب الثانوية العامة والشهادات الفنية، حيث أكد قداسته في رسالته المنشورة عبر الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي للكنيسة، أن الطلاب بدأوا عامهم الدراسي باجتهاد وجدية، وبذلوا جهوداً كبيرة عبر حصص ودروس ومواد متعددة، سهروا فيها وتعبوا، ورسموا فيها أحلاماً لمستقبلهم، وشدد قداسته على أن “الرتوش الأخيرة تأتي في فترة الامتحانات”.
تابع قداسة البابا في حديثه المُلهم، أن كلمة “امتحان” قد تزعج الإنسان عادة، لكنها في حقيقتها “المعبر إلى إنسان جديد”، واستذكر قداسته تجربته الشخصية كطالب في الثانوية العامة، مشيراً إلى حالة الخوف التي كانت تسيطر على أسرته آنذاك، وكيف اجتاز الامتحانات بثقة، معتمداً على الحياة الصحية والنصائح الطبية كعدم الإفراط في الطعام، والاهتمام بالسوائل، والنوم لوقت كافٍ، ونصح الطلاب بعدم إزعاج أنفسهم، وأن تكون هذه الفترة فترة هادئة، وأن يثقوا بأن كل ساعة بذلوا فيها مجهوداً، سيعطيهم الله القوة والثمر في الامتحانات، والذهن المتفتح والقوي، والتعبير الصحيح في الكتابة، ويفتح أمامهم مجالات الكتابة في كل سؤال.
اختتم قداسة البابا كلمته إلى طلاب الثانوية العامة متمنياً لهم التوفيق والنجاح، مصلياً من أجل أن يبارك الله تعبهم، وأن يحصلوا على الفرحة الكبيرة بالنجاح والتميز، ودعاهم إلى الحلم بالنجاح الجميل والتفوق والريادة، وتحقيق الآمال والأحلام، متمنياً اليقظة والفرحة للطلاب وأسرهم والمجتمع والكنيسة بأسرها.
لم يقتصر الدعم الكنسي على رسائل القيادات العليا، بل امتد ليشمل الأنشطة واللقاءات المنظمة على مستوى الكنائس، حيث نظمت اللجنة المركزية لخدمة ثانوي بكنائس قطاع وسط القاهرة لقاءً خاصاً لطلبة وطالبات الثانوية العامة من مختلف كنائس القطاع، وذلك في كنيسة السيدة العذراء بجاردن سيتي، وقد حظي اللقاء بحضور نيافة الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس القطاع.
مقال له علاقة: إحالة أوراق قاتل الشاب “شنطة السفر” في نجع حمادي للمفتي
بدأ اللقاء بصلاة القداس الإلهي، وشارك فيه عدد من الآباء الكهنة، بالإضافة إلى طلبة وطالبات الثانوية العامة من مختلف كنائس القطاع، وعدد من خدام مرحلة ثانوي في تلك الكنائس، وعقب انتهاء القداس الإلهي، ألقى نيافة الأنبا رافائيل كلمة تشجيعية على الطلاب، حثهم فيها على النجاح والتفوق، كما نبه نيافته على أنه سيقام قداس شكر بعد انتهاء الامتحانات وظهور النتيجة، تأكيداً على استمرار الدعم والاحتفال بنجاحات أبنائهم، وتضمن اللقاء أيضاً عدداً من الفقرات المتنوعة التي هدفت إلى الترفيه والتخفيف من الضغوط النفسية.
تظهر هذه الجهود المتواصلة والمتكاملة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية عمق اهتمامها بأبنائها من طلاب الثانوية العامة، ووعيها بأن النجاح الأكاديمي لا يكتمل إلا بدعم روحي ونفسي قوي، يمنح الطلاب الطمأنينة والثقة بأنفسهم وقدرتهم على تخطي هذه المرحلة بنجاح وتميز.