أعلنت شرطة المدينة، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عن بدء تنفيذ اعتقالات جماعية بعد أن تجمّعت مجموعات من المتظاهرين في شوارع وسط المدينة، متحدّين قرار حظر التجول الليلي الذي فُرض عقب سلسلة من الاحتجاجات المناهضة لسياسات الاعتقال الخاصة بالهجرة.

شوف كمان: بوتين يعتمد استراتيجية بحرية حتى عام 2050 كأول وثيقة من نوعها في العصر الحديث
وأوضحت إدارة شرطة المدينة عبر منصة “إكس” أن “عدة مجموعات لا تزال تتجمّع في شارع 1 بين شارعي سبرينج وألاميدا”، وهي منطقة مشمولة بحظر التجول المعلن في وسط المدينة.
وأضاف البيان: “تجري حالياً معالجة تلك المجموعات وبدأت عمليات الاعتقال الجماعي، حظر التجول سارٍ”
مقال مقترح: المجاعة تقترب ومقتل 5 في هجوم على قافلة إغاثة بدارفور
الاحتجاجات تتصاعد.. والسلطات ترد بقوة
جاءت هذه التطورات في سياق احتجاجات متواصلة شهدتها لوس أنجلوس خلال الأيام الماضية، تنديدًا بعمليات الاعتقال والإبعاد التي تنفذها السلطات الأمريكية ضد مهاجرين غير موثّقين.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى إنهاء ما وصفوه بـ”العنصرية المؤسسية” في سياسات الهجرة، وطالبوا بحماية المجتمعات المهاجرة من المداهمات والاحتجازات التعسفية.
ورغم الدعوات إلى التهدئة، صعّدت الشرطة من إجراءاتها، معتبرة أن التجمّعات الليلية تمثل تهديدًا أمنيًا وانتهاكًا مباشرًا لحالة الطوارئ التي فُرضت في المدينة.
تدابير أمنية مشددة وسط مخاوف من اتساع المواجهات
قوبلت تحركات الشرطة بانتقادات من منظمات حقوقية وصحفيين، وصفوا الرد الأمني بأنه “مفرط” وغير متناسب مع الطابع السلمي لمعظم التجمعات، وقد شوهدت قوات مكافحة الشغب تنتشر في المناطق المستهدفة، في وقت أُغلقت فيه عدة طرق رئيسية وسط المدينة، تحسبًا لأي تصعيد إضافي.
وفيما لم تعلن الشرطة عن عدد المعتقلين حتى الآن، أكد شهود عيان أن عشرات الأشخاص تم توقيفهم في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بينهم نشطاء وصحفيون كانوا يغطون الأحداث.
ردود فعل غاضبة ومطالبات بمحاسبة الشرطة
أثارت الاعتقالات الجماعية ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء ومواطنون عن غضبهم مما وصفوه بـ”قمع حرية التعبير والتجمع السلمي”، ودعت منظمات حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري في ممارسات الشرطة، ومراجعة قرار فرض حظر التجول باعتباره أداة لقمع المعارضة المدنية.
تواجه سلطات لوس أنجلوس تحديًا متزايدًا في الموازنة بين ضبط الأمن واحتواء الغضب الشعبي، خاصة في ظل أجواء التوتر السياسي والانقسام المجتمعي بشأن ملف الهجرة، وبينما تواصل الشرطة اتخاذ إجراءاتها الأمنية، تتصاعد الدعوات لإيجاد حلول سياسية وإنسانية تعالج جذور الأزمة بدلًا من التعامل مع نتائجها فقط.
ومع تواصل الاحتجاجات وتصاعد الاعتقالات، تظل المدينة على صفيح ساخن، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.