مبادرة ريابكوف لعرض الوساطة الروسية في حل أزمة النووي الإيراني

في خطوة قد تُعتبر تحولًا بارزًا في الأحداث، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، اليوم الأربعاء، عن استعداد موسكو للمساهمة في إزالة المواد النووية الزائدة من الأراضي الإيرانية، وذلك في إطار جهود تهدف إلى كسر الجمود القائم بين طهران وواشنطن.

مبادرة ريابكوف لعرض الوساطة الروسية في حل أزمة النووي الإيراني
مبادرة ريابكوف لعرض الوساطة الروسية في حل أزمة النووي الإيراني

وتعكس التصريحات، التي نقلتها وكالة “ريا نوفوستي” الروسية الرسمية، رغبة روسيا في لعب دور نشط في تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين، خصوصًا في ظل حالة الركود التي تشهدها المفاوضات النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.

دعم لمفاوضات متعثرة

وقال ريابكوف إن المبادرة الروسية تهدف إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق محتمل، من خلال معالجة إحدى أبرز النقاط الخلافية، وهي كمية اليورانيوم المخصب التي تحتفظ بها إيران، والتي تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة).

وأشار إلى أن بلاده مستعدة لتنفيذ عمليات الإزالة وفقًا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحت إشرافها الكامل، بما يضمن الشفافية والثقة الدولية في أي خطوات تُتخذ.

توقيت حساس وتحركات محسوبة

وتأتي التصريحات الروسية في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تجدد المخاوف الإقليمية والدولية من احتمال تصعيد جديد في الشرق الأوسط بسبب تعثر مسار الاتفاق، وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق عن مواصلة تطوير برنامجها النووي، فيما أكدت الولايات المتحدة على ضرورة التزام طهران بالقيود النووية كشرط أساسي لرفع العقوبات.

ويُنظر إلى الخطوة الروسية على أنها محاولة لإعادة ضبط المعادلة السياسية، واستثمار لتقارب موسكو مع طهران في مواجهة النفوذ الأميركي، لكن دون الاصطدام المباشر بالمصالح الغربية، وهو ما يفسر صيغة “المساعدة” التي استخدمها ريابكوف.

فرصة نادرة أم مناورة سياسية؟

ويرى محللون أن المبادرة الروسية قد تفتح نافذة جديدة للحل، لكنها تصطدم بعقبات سياسية معقدة، أبرزها انعدام الثقة بين واشنطن وطهران، والانقسامات الداخلية في كلا البلدين بشأن جدوى العودة إلى الاتفاق.

وبينما ترحب بعض الأطراف الدولية بأي دور يخفف من التوتر، يشكك آخرون في نيات موسكو، معتبرين أنها قد تستخدم الملف كورقة ضغط ضمن صراع النفوذ العالمي.

في جميع الأحوال، فإن العرض الروسي يضيف بعدًا جديدًا للمشهد، ويضع روسيا في موقع الوسيط النووي الذي يسعى إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية وسط عالم شديد التقلب.