الاستخبارات الألمانية تحذر من خطط بوتين لاختبار “المادة الخامسة” من ميثاق الناتو

كشف رئيس المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND)، برونو كال، عن معلومات استخباراتية تؤكد أن روسيا تخطط لاختبار التزامها ببند الدفاع المشترك المعروف باسم “المادة الخامسة” والتي تُعتبر حجر الأساس في ميثاق الحلف، وفي مقابلة نادرة عبر بودكاست (Table Briefings) الألماني، أشار كال إلى أن “هناك قناعة متزايدة لدى بعض الدوائر في موسكو بأن المادة الخامسة لم تعد فعالة”، مضيفًا: “نحن نرى أن الناتو قد يُختبر في التزامه بالمساعدة المتبادلة، وهذا تطور خطير”.

الاستخبارات الألمانية تحذر من خطط بوتين لاختبار “المادة الخامسة” من ميثاق الناتو
الاستخبارات الألمانية تحذر من خطط بوتين لاختبار “المادة الخامسة” من ميثاق الناتو

روسيا لا تنوي غزوًا كلاسيكيًا.. بل “رجال خضر” جدد؟

رغم خطورة التحذير، أكد كال أن روسيا لا تسعى حاليًا إلى غزو واسع بأسلوب الحرب التقليدية، حيث أضاف: “لا نتوقع أن تزحف كتائب الدبابات الروسية من الشرق إلى الغرب”، لكنه لم يستبعد سيناريوهات أكثر غموضًا، على غرار ما حدث في القرم عام 2014، وأشار إلى احتمال استخدام موسكو لأسلوب “الرجال الخضر الصغار” وهو مصطلح أُطلق على جنود روس يرتدون زيًا مدنيًا بلا شارات رسمية لتنفيذ عمليات تسلل غير تقليدية في دول البلطيق، مثل إستونيا، بحجة “حماية الأقليات الروسية المضطهدة”.

الولايات المتحدة “متيقظة”.. وروته يُحذّر البريطانيين

كما شدد كال على أن التعامل مع هذا التهديد يتطلب يقظة دائمة، حيث قال: “علينا القضاء على هذا النوع من السيناريوهات في مهدها”، مؤكدًا أن الاتصالات مع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية تُظهر أنهم يأخذون التهديد الروسي بجدية تامة، وأضاف: “لحسن الحظ، الأمريكيون يشاركوننا القلق ذاته”، وبالتزامن مع هذه التصريحات، حذّر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، من العواقب الوخيمة لتقاعس بعض الدول الأعضاء عن زيادة إنفاقها الدفاعي، قائلًا في تصريح لافت: “إذا لم ترفع المملكة المتحدة ميزانيتها الدفاعية، فعلى البريطانيين البدء في تعلم اللغة الروسية”.

جاء ذلك خلال زيارته إلى لندن لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد، السير كير ستارمر، قبيل قمة حلف الناتو المرتقبة أواخر هذا الشهر.

3.5% من الناتج المحلي للناتو: الهدف الجديد

من المتوقع أن تطالب قمة الناتو المقبلة جميع الدول الأعضاء بالاتفاق على هدف استراتيجي يقضي بتخصيص 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي الأساسي بحلول ثلاثينيات هذا القرن، مع نسبة إضافية تُقدّر بـ1.5% لتوسيع قدرات الردع والاستعداد.

تصاعد القلق الأوروبي: هل تختبر روسيا حدود الحلف؟

وتعكس تصريحات كال، إلى جانب تحذيرات روته، قلقًا أوروبيًا متناميًا من نوايا روسيا في مرحلة ما بعد أوكرانيا، حيث يرى مراقبون أن الكرملين ربما يسعى لاختبار حدود الردع الغربي، بدءًا من الدول الصغيرة والأطراف الهشة في التحالف، ما قد يُمهّد لتغير جذري في موازين الأمن الإقليمي والدولي.