في قصة تجمع بين الألم والأمل، تروي أم شيرين، السيدة المصرية التي عانت من السرطان والموت والفقر لسنوات، لحظات لا تُنسى بدأت في عام 2015، عندما اكتشفت أنها وزوجها وأبناؤها مصابون بهذا المرض القاسي.

مواضيع مشابهة: محافظ الجيزة يؤكد أن المتحف الكبير مشروع وطني يعكس الحضارة المصرية
في عام 2017، بلغ الألم ذروته، حيث توفي زوجها متأثرًا بالمرض، تاركًا خلفه أمًا تواجه المرض بمفردها، وتكافح من أجل حياة أطفالها، وتقول أم شيرين:
“مكنتش بلحق أتنفس، بين جلسات علاج ليا ولعيالي، ودفن جوزي، وحزن ماليش طاقة عليه”.
كانت أقسى اللحظات عندما تلقت نبأ وفاة ابنتها شيرين بعد عملية دقيقة في المخ بمستشفى 57357، توجهت بها لدفنها، لكن ما حدث كان بمثابة معجزة غير متوقعة.
“كنت شايلة بنتي في الكفن.. فجأة لقيتها بتتحرك! صوتي طلع من غير ما أحس، حسيت ربنا رجع لي روحي في اللحظة اللي كنت بدفن فيها الضنا”.
تم نقل شيرين إلى المستشفى مجددًا، وتزامن ذلك مع زيارة وزير الداخلية، وبعد الفحص، أخبرت الطفلة أنها رأت سيدنا إبراهيم وأطفالًا آخرين، وتعافت شيرين، وكبرت، وتزوجت، وأنجبت طفلين، في قصة تُعتبر معجزة حقيقية.
ومع ذلك، لم تنتهِ معاناة أم شيرين، فبعد سنوات من الشفاء، عاد إليها السرطان في عام 2024، هذه المرة في الثدي، وبشكل خبيث ومُنتشر في جسدها، رغم استئصال نصف معدتها ونصف كليتها ونصف طحالها.
اليوم، تعيش أم شيرين في غرفة واحدة بإيجار 2000 جنيه شهريًا، مهددة بالطرد، وتعتمد على بيع المناديل والشوكولاتة في الشوارع، وتقول:
“ركبت توك توك علشان أشتغل عليه، بس عمل حادثة ومش عارفة أصلّحه. ابني اللي عنده 23 سنة مريض بسرطان العظام ومركب مفاصل صناعية ومينفعش يسوقه”.
مواضيع مشابهة: هيئة الدواء تعزز التعاون بين إفريقيا وأوروبا في تنظيم الأدوية بهولندا
كما أنها مُثقلة بديون، منها قرض بقيمة 18 ألف جنيه من بنك CIB، لا تستطيع سداده، وكانت تحصل على معاش “تكافل وكرامة”، لكنه توقّف بعد تحسنها، والآن تحاول إعادة الإجراءات بعد عودة المرض من جديد.
“نفسي أعيش بكرامة، مش عايزة فلوس، عايزة مصدر رزق أكل بيه عيالي، أنا شفت الموت ورجعت، وشوفت بنتي في الكفن قامت، بس مش قادرة أقاوم لوحدي”.