في مشهد إنساني مؤثر يلامس القلوب، غمر الحزن قرية “سندنهور” التابعة لمركز بلبيس في محافظة الشرقية، حيث ودعت القرية شقيقين رحلا بفارق ساعات قليلة، في قصة مؤلمة تجسد عمق رابطة الدم والمحبة بين الأخوة.

مواضيع مشابهة: تعيين اللواء محمد غزال رئيسًا مؤقتًا للهيئة القومية لسكك حديد مصر
في رابع أيام عيد الأضحى، صدم أهالي القرية بخبر وفاة المواطن أحمد ماهر، الرجل الستيني المعروف بطيبته وسيرته الحسنة، لم يكن يعاني من أمراض مزمنة، لذا كانت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة لأسرته ولكل من عرفه، وقد شيّع الأهالي جثمانه في جنازة مهيبة سادها البكاء والدعاء.
أما المشهد الذي أسر قلوب الحاضرين، فكان في تصرفات شقيقه الأصغر محمد ماهر، الذي لم يتجاوز الخمسين من عمره، ظل ملازمًا لجثمان شقيقه أثناء الغسل والتكفين، ورفض أن يبتعد عنه ولو للحظة، وكانت كلماته الأخيرة له:
“مش هقدر أعيش من غيرك يا أخويا
خرجت هذه الكلمات من قلب مكسور، لم تكن مجرد وداع، بل كانت نبوءة لفاجعة، وبعد ساعات قليلة، توفاه الله لتبقى ذكراه في أذهان الأهالي كالأخ الوفي المحب الذي رحل لحاقًا بشقيقه.
بعد انتهاء مراسم الدفن والعزاء، عاد محمد إلى منزله محمولًا بالحزن والانكسار، لم يبدُ قادرًا على استيعاب ما حدث، وبحسب أسرته، جلس صامتًا يحدّق في الفراغ، وفي الساعة الرابعة فجرًا، وُجد جثمانه داخل منزله وقد فارق الحياة، دون أي مؤشرات مرضية سابقة.
اقرأ كمان: ميجيل الإسباني يروي مغامراته في مصر من إمبابة للأقصر بعد تحقيقه ملايين المشاهدات
أهالي “سندنهور” لم يصدقوا ما حدث، إذ باتت القصة تتردد على ألسنة الجميع:
“أخ مات من الحزن على أخوه.. مات من كتر الحب”
تحولت الجنازتان إلى حديث القرية، والدموع لم تجف بين بيتين متجاورين، فقد رحل السند، ولحق به من لم يحتمل فراقه.