الناشئون والعدوات الكروية وكيف تساهم أندية الشركات في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة

في عالم كرة القدم، المهارة والأموال ليستا كافيتين، فالجماهير هي الروح الحقيقية التي تضفي الحياة على الأندية، ومع تزايد ظهور أندية الشركات في الكرة المصرية، يبرز سؤال مهم: *كيف يمكن لهذه الكيانات الحديثة أن تبني قاعدة جماهيرية حقيقية؟*

الناشئون والعدوات الكروية وكيف تساهم أندية الشركات في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة
الناشئون والعدوات الكروية وكيف تساهم أندية الشركات في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة

على الرغم من حداثتها مقارنة بأندية التاريخ والشعب مثل الأهلي والزمالك، بدأت أندية الشركات تدرك أن الحفاظ على القمة يتطلب أكثر من مجرد التعاقد مع لاعبين ومدربين بارزين، بل يحتاج إلى قاعدة جماهيرية ترفع اسم النادي وتغني في مدرجاته.

توسيع قاعدة الناشئين.. بوابة الولاء

تبنت أندية مثل **المقاولون العرب** و**إنبي** و**سيراميكا كليوباترا** استراتيجية طويلة الأمد تركز على **توسيع قاعدة الناشئين**، ليس فقط لتغذية الفريق الأول بالمواهب، بل لبناء رابطة وجدانية بين اللاعبين الصغار والنادي.

فالطفل الذي يرتدي قميص النادي منذ سن العاشرة، وينمو داخل جدرانه، يصبح بعد سنوات حاملًا لرايته ومدافعًا عن شعاره، هو وعائلته وأصدقاؤه، وهكذا تُصنع الروابط، ويظهر جمهور مؤمن بالكيان.

استغلال “العداوات الكروية”

أما نادي **بيراميدز**، فقد اتخذ مسارًا مختلفًا، حيث استقطب جمهور *”الضد”*. استفاد من حالة العداء الكروي التي يكنها بعض مشجعي الأندية الأخرى للنادي الأهلي، فبدأت حملات إلكترونية وأجواء إعلامية تستهدف هذه الشريحة، مما حول بعضهم إلى متابعين أو حتى مناصرين، رغم أن الأسباب قد تكون خارجة عن الروح الرياضية أحيانًا.

إنها استراتيجية جريئة، لكنها أوجدت بعض الزخم حول النادي، حتى وإن كان هذا الجمهور مؤقتًا أو مرتبطًا بنتائج أو مواقف معينة.

جماهير “العمال”.. قاعدة قديمة تُستعاد.

يمثل نادي **الترسانة** حالة خاصة، فهو بجانب كونه أحد أندية العاصمة التاريخية، يمتلك جذورًا في حي ميت عقبة، حيث ارتبطت المجتمعات العمالية بالنادي منذ عقود، واليوم، مع محاولات إحياء هذا الارتباط، تعود روابط الجماهير، وتُستدعى الذاكرة، وتُغرس القصة من جديد.

ما بين الأصالة والمستقبل

في النهاية، لا يمكن فرض الانتماء، بل يُزرع بالصبر والمواقف والمبادئ، ويُسقى بالوفاء والهوية، أندية الشركات التي تدرك هذا، وتواصل جهودها في زرع الولاء بدلاً من استئجاره، ستكون صاحبة الصوت الأعلى في مدرجات الغد.