شهدت مدينة بندر عباس الساحلية، الواقعة جنوب إيران على مضيق هرمز، حادثاً جديداً تمثل في اندلاع حريق هائل بمستودع نفايات قرب ميناء بندر رجائي، الذي يُعد من أكبر وأهم الموانئ الإيرانية.

مقال له علاقة: الأردن يستأنف فتح مجاله الجوي في ظل الهجمات الإسرائيلية الإيرانية
وأكد المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة هرمزغان أن الحريق اندلع في الساعات الأولى من اليوم داخل مستودع للنفايات، مما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان التي غطّت أجزاء من المنطقة الصناعية المجاورة للميناء.
وأشار المسؤول إلى أن فرق الإطفاء التابعة لصناعات بندر عباس الغربية هرعت إلى المكان، حيث تمكنت من احتواء الحريق بعد جهود استمرت عدة ساعات، دون تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن.
كارثة في مجمع بتروكيماوي: قتلى ومصابون
وفي حادث منفصل صباح الأربعاء، اندلع حريق آخر في مجمع “كاوه” للبتروكيماويات في مدينة دير الساحلية جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة، وفقاً لما ذكرته القناة الرسمية الإيرانية.
وقال رئيس بلدية دير، علي رضا سجادي، إن النيران اشتعلت في الميناء الخاص بالمجمع، مشيراً إلى أن فرق الطوارئ نجحت في السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى باقي أجزاء المنشأة الصناعية.
وبثّت وسائل الإعلام الرسمية لقطات حية تُظهر سحباً كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من موقع الحادث، فيما رجّحت مصادر محلية إمكانية ارتفاع عدد الضحايا نظراً لحجم الانفجار وشدّة الحريق.
تكرار الحوادث يثير تساؤلات
ويأتي الحادث الجديد بعد أقل من ستة أسابيع على انفجار ضخم وقع في ميناء بندر رجائي نفسه، والذي أدى إلى مقتل 58 شخصًا، في حادث نُسب حينها إلى “الإهمال” و”عدم الالتزام بإجراءات السلامة”.
مواضيع مشابهة: محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل من خلال لقاءات وجهًا لوجه على الحدود
وقد تسبب الانفجار السابق بأضرار مادية جسيمة شملت تدمير مركبات وشاحنات وتفحمها بالكامل، كما أدى إلى تعطيل الحركة اللوجستية في الميناء لفترة مؤقتة.
التكرار اللافت لهذه الحوادث الصناعية، خاصة في الموانئ والمنشآت الحيوية جنوب البلاد، يُسلط الضوء على مخاطر ضعف البنية التحتية والتدابير الوقائية، في ظل ظروف أمنية واقتصادية معقدة تعانيها إيران حالياً.
تداعيات محتملة على قطاع الطاقة والتجارة
وتكمن أهمية المنطقة التي شهدت الحريق الأخير في قربها من مضيق هرمز، الذي يُعد ممراً حيوياً لنقل النفط والغاز، حيث تمر منه قرابة 20% من إمدادات الطاقة العالمية.
ويثير هذا النوع من الحوادث مخاوف من تأثيرات محتملة على عمليات الشحن والتجارة البحرية، لا سيما في حال تكررت الحرائق أو تسببت بانفجارات داخل المنشآت البتروكيماوية أو خزانات الوقود.
استنفار أمني وتحقيقات جارية
فيما لم تُعرف بعد الأسباب المباشرة للحريقين، فتحت السلطات المعنية تحقيقات عاجلة للوقوف على خلفيات ما حدث، وسط دعوات من مسؤولين محليين إلى مراجعة إجراءات السلامة بشكل شامل في المنشآت الصناعية.
تبقى المخاوف قائمة من أن تكون هذه الحوادث نتيجة إهمال مزمن أو حتى محاولات تخريبية، في وقت تواجه فيه إيران ضغوطاً دولية متزايدة وتوترات داخلية آخذة في التصاعد.