أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم (الأربعاء)، أنها تمكنت من السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وذلك بعد أن أعلن الجيش السوداني انسحابه من تلك المنطقة.

مقال له علاقة: قطار المشاعر في السعودية يستوعب 72 ألف راكب في الساعة ويقدم 2.5 مليون مقعد
الدعم السريع يسيطر على منطقة المثلث الحدودي
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها: “نجحت في تحرير المنطقة الاستراتيجية التي تُعتبر نقطة التقاء مهمة بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة تُعتبر نوعية”
مواضيع مشابهة: استجواب مضاد لنتنياهو في قضايا الفساد وسط تصدع سياسي وضغوط أمنية متزايدة
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الجيش السوداني أن قواته “أخلت منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت “في إطار الترتيبات الدفاعية لصد العدوان”.
تقع المنطقة المتنازع عليها بالقرب من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تُعد واحدة من الجبهات الرئيسية في الصراع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الجيش السوداني يتهم حفتر بمعاونة الدعم السريع
يأتي هذا الانسحاب بعد أن أعلن الجيش السوداني، في بيان رسمي، أن القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدم دعمًا مباشرًا لقوات الدعم السريع التي تقاتل ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عام، في إطار الصراع الدموي المستمر الذي يعصف بالبلاد منذ أبريل 2023.
وأوضح الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات على نقاط حدودية حساسة في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، بدعم من الجيش الليبي، واعتبر البيان أن هذا التدخل يُعد “تعديًا سافرًا على السيادة السودانية، وعلى الشعب السوداني بالكامل”.
ووصف البيان ما حدث بأنه “بادرة مستفزة وغير مسبوقة” وانتهاك صارخ للقانون الدولي والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول، خاصة المجاورة منها، وشدد الجيش السوداني على أن “القوات المسلحة السودانية ستتصدى بكل حزم لما وصفه بالعدوان السافر”، مؤكدًا أنها “لن تتهاون في الدفاع عن أرض السودان وسيادته ووحدة ترابه الوطني”.
ورغم خطورة الاتهامات، لم يقدم البيان تفاصيل دقيقة حول المواقع التي استُهدفت أو طبيعة الدعم العسكري المقدم من الجانب الليبي لقوات الدعم السريع، كما لم تُصدر القيادة العامة للجيش الليبي، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أي رد رسمي أو توضيح بشأن الاتهامات السودانية.
وكانت تقارير إعلامية وأممية قد أشارت سابقًا إلى احتمالية دعم الجيش الليبي لقوات الدعم السريع بالسلاح والذخيرة واللوجستيات، وهو ما نفاه حفتر مرارًا، مؤكدًا “حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة”، مشددًا في أكثر من مناسبة على دعمه لوحدة السودان وسلامة أراضيه.
مع ذلك، فإن الاتهامات الجديدة تُعيد إشعال الجدل حول الدور الإقليمي في الحرب السودانية، وتطرح تساؤلات بشأن مآلات الصراع إذا ما استمرت التدخلات الخارجية في تأجيجه.
وتزداد بالتوازي مع التصعيد العسكري والسياسي، الكارثة الإنسانية في السودان تعقيدًا وخطورة، فقد أدت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وبحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان مجاعة وشيكة تهدد حياة الملايين، مع تحذيرات من أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، إذا لم يتغير الوضع بسرعة ويُرفع الحصار عن المناطق المنكوبة، وتُستأنف عمليات الإغاثة الدولية بشكل آمن وفعّال.