أكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق، أن ظاهرة الغش في الامتحانات لم تعد مجرد سلوك فردي، بل أصبحت معركة يومية بين الطلاب والوزارة، بسبب تطور أدوات الغش وتغير النظرة المجتمعية للنجاح، مشددًا على أن المشكلة الحقيقية تكمن في “الفكرة المغلوطة التي تتشكل من الصغر: انجح بأي طريقة”

مواضيع مشابهة: أمطار متفرقة وطقس شديد الحرارة اليوم الخميس وفقاً لتوقعات الأرصاد الجوية
ظاهرة الغش في الامتحانات
وفي منشور مطوّل عبر صفحته الرسمية، قال حجازي: “مشكلة الغش موجودة منذ عشرات السنين، لكنها تفاقمت مع التطور التكنولوجي، وأصبحت معركة مستمرة لاكتشاف الحيل الجديدة”، مؤكدًا أنه خلال فترة توليه المسؤولية، سواء كنائب للوزير أو وزير، كانت هذه القضية على رأس الأولويات التي عمل على مواجهتها
وأشار الوزير السابق إلى أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات للحد من الظاهرة، منها تطبيق نظام البوكليت، وإدخال نسبة من الأسئلة المقالية في السنوات الأخيرة، والتفتيش باستخدام العصا الإلكترونية، وإضافة باركود على ورقة الأسئلة لتتبع حالات التسريب، إلى جانب رصد وسائل الغش الحديثة مثل كروت الفيزا المتصلة بهواتف محمولة، وزراعة سماعات الأذن.
وأوضح أن هناك عددًا من المقترحات التي تم طرحها بالتعاون مع جهات أخرى، من بينها أجهزة التشويش على الإنترنت والكشف عن ذبذبات الهواتف المحمولة داخل اللجان، إلا أن تنفيذها واجه صعوبات تقنية وإدارية.
الأسرة جزء من المنظومة
وقال حجازي: “لو هنتكلم بصراحة، المشكلة ليست في أدوات الغش، لكن في نظرتنا لها… هل الطالب الذي نجح بالغش يشعر فعلًا بالنجاح؟ وهل أسرته فخورة به؟ وهل سينجح في الجامعة والحياة بنفس الطريقة؟”
مواضيع مشابهة: منال عوض تستهدف الوصول إلى 60% في تدوير المخلفات بنهاية 2026
وحذّر من خطورة التوسع في ثقافة الغش، قائلاً: “ماذا لو تحوّل المجتمع كله إلى مجموعات من الغشاشين في كل المجالات؟ هل سيكون هذا مجتمعًا ناجحًا؟”، مضيفًا أن “الفكرة الأخطر هي تحويل التعليم إلى وسيلة لجمع الدرجات فقط، بدلًا من بناء إنسان قادر على التفكير والعمل وحل المشكلات”
وشدد حجازي على الدور المحوري للأسرة، قائلًا: “ذكرت الأهل أكثر من مرة، لأن دورهم حساس جدًا، ممكن يكونوا طرفًا في الغش، أو يكونوا الداعم الحقيقي لولادهم عشان ينجحوا بمجهودهم”
واختتم الوزير السابق حديثه برسالة واضحة: “هدفنا بناء إنسان مصري سوي نفسيًا، ملتزم بالقيم، ناجح بجهده، يعرف يتعامل مع الحياة… لو الطالب حصل على الدرجات النهائية وفشل في مواجهة الواقع، فإننا كأهل ومدرسة نكون قد فشلنا في رسالتنا”