أصدرت الجمعية المصرية للملحنين والناشرين بيانًا قويًا، عبّرت فيه عن رفضها القاطع واستنكارها لما وصفته بـ”التعدي السافر” على واحدة من أكثر الأغاني الوطنية تأثيرًا في الوجدان العربي، وهي أغنية “الحلم العربي”، وذلك من قبل منصة “الجزيرة 360” الرقمية التابعة لشبكة قناة الجزيرة القطرية.

من نفس التصنيف: حمو بيكا يطالب بحقوق الملكية الفكرية لألحانه المسروقة خلال بث مباشر
البيان أكد أن المنصة ارتكبت انتهاكًا صريحًا لحقوق الملكية الفكرية والأدبية، بعد أن قامت بتحوير كلمات الأغنية الأصلية، وإعادة تقديمها في برنامج بعنوان “الشبكة”، حيث تم تغيير كلمات الأغنية الشهيرة إلى صيغة اعتبرتها الجمعية مهينة ومسيئة، أبرزها العبارة المعدّلة “أجيال وراء أجيال شاهدين على المهزلة”.
وأشارت الجمعية إلى أن ما حدث يُمثل “جريمة قانونية مكتملة الأركان”، لا يقتصر على التعدي المادي فحسب، بل يمس أيضًا الكرامة الأدبية للمبدعين من مؤلفين وملحنين، الذين أنشأوا هذا العمل الفني الأصيل، والذي يُعتبر رمزًا فنيًا للقومية العربية والوحدة بين الشعوب.
انتهاك للقوانين المصرية والدولية
في بيانها المطوّل، أوضحت الجمعية أن ما أقدمت عليه منصة “الجزيرة 360” يُعد انتهاكًا مباشرًا وصريحًا لأحكام القانون المصري رقم 82 لسنة 2002 بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، خاصة في ما يلي:
المادة 148 التي تمنح المؤلف الحق الحصري في تعديل أو التصرف في مصنفه أو السماح بذلك.
المادة 181 التي تُجرّم الاعتداء على المصنفات الفنية، وتنص على عقوبات مدنية وجنائية بحق المعتدين.
كما أشار البيان إلى أن ما قامت به المنصة يخالف اتفاقية “برن” الدولية لحماية المصنفات الأدبية والفنية، التي تُعتبر مصر من الدول الموقعة عليها، وبالتحديد المادة 6 مكرّر (6bis)، التي تمنح المؤلف حق الاعتراض على أي تحوير أو تشويه لمصنفه من شأنه المساس بشرفه أو سمعته.
مطالب واضحة وتحذير شديد اللهجة
من نفس التصنيف: فارق العمر 18 سنة بين محمد شاهين وزوجته رشا الظنحاني
طالبت الجمعية إدارة قناة الجزيرة ومنصتها الرقمية بعدد من الإجراءات التصحيحية الفورية، على رأسها:
1. الإزالة الفورية لكافة المقاطع والفيديوهات التي تحتوي على نسخ مُحرّفة من الأغنية.
2. تقديم اعتذار رسمي وعلني إلى الجمعية والمبدعين أصحاب الحقوق.
3. التوقف الفوري عن استخدام أي جزء من الأغنية في أي محتوى مستقبلي دون ترخيص قانوني واضح من الجمعية.
وأكدت الجمعية أنها تحتفظ بكامل حقوقها القانونية محليًا ودوليًا، وستلجأ إلى كافة السُبل القانونية الممكنة، بما في ذلك رفع دعاوى قضائية تتهم المنصة بـ”السطو الأدبي” و”التشويه المعنوي” لمصنف فني محمي بموجب القوانين الوطنية والدولية، مع المطالبة بتعويضات مالية وأدبية مستحقة نتيجة هذا التعدي.
“الحلم العربي”.. ليست مجرد أغنية
الجدير بالذكر أن أغنية “الحلم العربي” التي صدرت في أواخر تسعينيات القرن الماضي، كانت مشروعًا غنائيًا عربيًا ضخمًا شارك فيه نخبة من الفنانين من مختلف الدول العربية، وتحوّلت منذ ذلك الحين إلى نشيد فني رمزي يجسد أحلام الوحدة والتضامن العربي في مواجهة التحديات، ويُعد تشويه هذا العمل بنظر كثيرين إساءة فنية وأخلاقية بالغة، تتجاوز مجرد التحوير إلى إسقاط قيم وأهداف الأغنية الأصلية.
واختتمت الجمعية بيانها برسالة واضحة مفادها أن حقوق الملكية الفكرية والأدبية ليست محل تهاون أو تساهل، وستظل الجمعية تدافع عنها بكل قوة في وجه أي تعدٍ أو تشويه متعمد للتراث الفني المصري والعربي.