في لحظات مليئة بالمشاعر والفرحة، رصد مراسل “نيوز روم” في مطار القاهرة الدولي مشاهد استقبال عدد من الحجاج العائدين من الأراضي المقدسة، وسط دموع الشوق والفرحة في عيون ذويهم، ولافتات الترحيب التي زينت صالات الوصول.

ممكن يعجبك: شاب من قنا يثبت أن المال الحلال هو الطريق الأسمى من خلال عجلة شاي | صور
وكانت من بين الحجاج سيدة مصرية مسنّة، جلست تتأمل لحظة الوصول، وبوجه يملؤه الرضا والسعادة، تحدثت للمراسل عن أبرز ما شعرت به خلال رحلتها، وعندما سألها عن أول دعوة دعت بها على جبل الرحمة، أجابت بصوت متهدج: “دعيت لبناتي ربنا يرزقهم ويسترهم، ودعيت لأهلي في غزة.. ربنا يحفظهم وينهي الحرب عنهم، والله قلبي معاهم طول الوقت”
وعن مشاعرها لحظة رؤية الكعبة لأول مرة، اكتفت بابتسامة واسعة، ثم قالت: “أجمل حاجة في الدنيا، مش قادرة أوصف، حسيت إن قلبي طار من الفرحة، والدموع نزلت لوحدها.. كنت مستنية اللحظة دي من سنين”
السيدة أثنت على مستوى التنظيم والخدمات المقدمة للحجاج في المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن كل شيء كان منظمًا بطريقة رائعة، وساهم بشكل كبير في سهولة أداء المناسك، وقالت: “كانوا بيساعدونا في كل حاجة، الناس هناك طيبين أوي، والكرم فوق الوصف.. الواحد مش عارف ياكل إيه ولا إيه من كتر الأكل الحلو اللي كانوا بيقدمولنا”
وفي نهاية حديثها، عبرت عن أمنيتها بتكرار الرحلة مرة أخرى، مؤكدة أن الحج هو “أجمل تجربة في حياتها، وربنا يكتبها لكل مشتاق”.
وفي وقتٍ سابق.
رصد مصطفى عبد الفتاح، موفد قناة “القاهرة الإخبارية” إلى، تفاصيل المشهد الإيماني الاستثنائي لحجاج بيت الله الحرام خلال أداء الركن الأعظم من مناسك الحج، مشيرًا إلى وجود أكثر من 1.5 مليون حاج من خارج السعودية، إضافة إلى نصف مليون من الداخل، في بقعة لا تتجاوز 30 كيلومترًا مربعًا.
يوم عرفة
وأوضح عبد الفتاح، أن خطبة عرفة تُلقى ظهر اليوم من مسجد نمرة، ويتوقع أن يتوافد لسماعها ما يزيد عن نصف عدد الحجاج، قبل أن يتوجهوا إلى جبل الرحمة رغم درجات الحرارة التي تتجاوز 40 درجة مئوية، والتي دعت السلطات إلى تحذير الحجاج من التواجد في الشمس المباشرة وقت الظهيرة.
ووصف المشهد بقوله “اللون الأبيض يكسو الجبال والطرقات، والنداءات تملأ الأرجاء”، في لحظات روحانية تسودها التلبية والدعاء، حيث توزّع الحجاج بين محيط المسجد وجبل الرحمة، وسط منظومة خدمية شاملة أعدّتها المملكة لتأمين تنقلاتهم وسلامتهم.
وأضاف أن السلطات السعودية وفرت عشرات المسارات لتيسير الحركة، ومنعت دخول الحافلات إلى صعيد عرفات، ودفعت بأكثر من 11 ألف موظف في 40 منطقة لخدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب أطقم طبية وطائرات إسعاف واستطلاع، ووفّرت المشروبات المثلجة ووسائل نقل جماعي تضم أكثر من 35 ألف حافلة استعدادًا للنفرة إلى مزدلفة.
واختتم الموفد بأن موسم الحج هذا العام يُعد استثنائيًا بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن الحرم المكي يشهد لأول مرة غياب الرافعات وأعمال التوسعة بعد عقد كامل من الإنشاءات، ما انعكس على رضا الحجاج عن مستوى الخدمات المقدمة في هذا الموسم.
اقرأ كمان: وزيرة التضامن تحضر الحفل الختامي لجائزة “مصر الخير” في ريادة العطاء الخيري
يوم عرفة للحاج وغير الحاج، هو يومٌ تُفتح فيه أبواب السماء، حسبما أكد الدكتور أسامة فخري الجندي من قيادات، حيث يتسابق حجاج بيت الله الحرام على مشعر عرفات ليؤدوا ركن الحج الأعظم.
اللهم اقبلنا في يوم عرفة وبشّرنا بالقبول
يقول «فخري» عن يوم عرفة، هو يوم السرّ الأكبر: أن تُغفر ذنوب العمر… بلحظة، حيث يبقى يوم عرفة هو يوم اللقاء الأكبر بين العبد المنيب المشتاق وبين الرب الرحيم التواب
وتابع: اعلم يا من كُتب له الحج هذا العام أن عرفة ليس ساحة وقوف فحسب، بل ساحة لقاء، لقاء مع ربٍّ لا يملّ من الرحمة، لا يملّ من العفو، لا يملّ من المغفرة، لا يملّ من الإقبال عليك، عرفة هو اليوم الذي يتنزّل فيه الله (عز وجل) نزولًا يليق بجلاله وكماله، لا ليُحاسب، بل ليعفو، لا ليأخذ، بل ليعطي، لا ليرى من أحسن، بل ليرى من أتى منكسرًا