أفادت مصادر مطلعة أن القوات الأمريكية قامت بنقل وحدات ومعدات عسكرية إلى قاعدة “حرير” القريبة من مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في خطوة تأتي ضمن إعادة تموضع تكتيكي لقواتها في منطقة الشرق الأوسط، ويأتي هذا التحرك بعد انسحاب جزئي من مواقع داخل سوريا، وسط مؤشرات على مراجعة شاملة لاستراتيجية الانتشار الأمريكي في المنطقة.

مواضيع مشابهة: السفير الإسرائيلي في واشنطن: احتمال انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات أبراهام
تشكل القاعدة نقطة ارتكاز لوجستية واستخباراتية، وقد استقبلت مؤخرًا تعزيزات إضافية تهدف، وفقًا للمصادر، إلى “الحفاظ على توازن الانتشار وليس توسيع العمليات”، مما يعكس مقاربة حذرة من قبل واشنطن في التعامل مع التطورات المتسارعة في الإقليم.
لا نية لتوسيع العمليات.. بل تحصين المواقع
رغم التحركات العسكرية اللافتة، أكدت المصادر أن هذه الإجراءات لا تشير إلى نية أمريكية لتوسيع رقعة العمليات القتالية أو التدخل المباشر، بل تهدف إلى تعزيز تأمين القواعد الحيوية وضمان جاهزية القوات في ظل تزايد التهديدات غير التقليدية، وخصوصًا من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، المنتشرة في مناطق عدة من العراق وسوريا، كما أن إعادة التموضع هذه تُظهر أيضًا رغبة أمريكية في إدارة الموارد الدفاعية بفعالية، لا سيما في ظل المتغيرات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة منذ بداية العام.
مغادرة أسر العسكريين من الخليج.. إجراء مؤقت
في سياق متصل، صرح مسؤول أمريكي لوكالة “رويترز” بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سمحت بمغادرة أسر العسكريين الأميركيين من البحرين والكويت، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا في ضوء التطورات الأخيرة في العراق وسوريا، وأوضح المسؤول أن قرار المغادرة يُعد مؤقتًا واحترازيًا، ويأتي في إطار الإجراءات الوقائية التي تتخذها واشنطن لضمان سلامة أفرادها المنتشرين في المنطقة.
مقال له علاقة: هاتف مهرّب يكشف عن مدى الرقابة والتلاعب اللغوي في نظام كيم جونغ أون الكوري الشمالي
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أنه أصدر تعليمات بإتاحة “المغادرة الطوعية” لأسر العسكريين من مواقع مختلفة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه الإجراءات لا تعني بالضرورة تدهورًا وشيكًا في الوضع الأمني، ولكنها استجابة لقراءات استخباراتية وتحذيرات متزايدة بشأن المخاطر الإقليمية.
إخلاء منظم لسفارة واشنطن في بغداد
وفي العراق، أكدت مصادر أمنية عراقية وأخرى أمريكية أن السفارة الأمريكية في بغداد بدأت فعليًا التحضير لإخلاء منظم لعدد من موظفيها، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية، في ظل تصاعد المخاوف الأمنية الناتجة عن تهديدات متزايدة قد تستهدف المنشآت الغربية في البلاد، ويأتي الإخلاء، بحسب المصادر، كجزء من خطة طوارئ معدّة سلفًا، ويتماشى مع مراجعة دورية للأوضاع الأمنية على الأرض.
وأشارت التقارير إلى أن الإجراء لا يشير إلى إغلاق السفارة أو انسحاب شامل، بل هو جزء من تحركات تكتيكية احترازية تهدف لتقليل المخاطر على الموظفين الأمريكيين، وتؤكد كل هذه التحركات، بدءًا من تعزيز القوات في قاعدة حرير قرب أربيل، وصولًا إلى تقليص العاملين في السفارات وإخلاء عائلات العسكريين، أن واشنطن لا تنوي الانسحاب الكامل من المنطقة، بل تعيد صياغة وجودها العسكري والدبلوماسي بما يتناسب مع التهديدات الحالية والمستقبلية.